د مجروحینو کتاب
المجروحين لابن حبان ت حمدي
پوهندوی
حمدي عبد المجيد السلفي
خپرندوی
دار الصميعي للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولي
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
لأنه ﷺ قال: "إِنَّ اللهَ ﵎ يُنْزِلُ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِه" (١).
وقال: "إن يَكونَ في هَذِهِ الأمَّةِ مُحَدَّثُونَ فَعُمَرُ مِنْهُمْ" (٢).
فعمد عمر إلى الثقات المتقنين الذين شهدوا الوحي والتنزيل، فأنكر عليهم كثرة الرواية عن النبي ﷺ لئلا يجترىء من بعدهم ممن ليس في الإسلام محله كمحلهم فيكثروا الرواية فينزلوا فيها أو يتقول متعمدًا عليه ﷺ لنوال الدنيا، وتبع عُمَرَ عليه عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليهما باستخلاف من يحدثه عن رسول الله ﷺ وإن كانوا ثقات مأمونين، ليعلم بهم توقي الكذب على رسول الله ﷺ فيرتدع من لا دين له عن الدخول في سخط الله ﷿ فيه، وقد كان عمر يطلب البينة من الصحابي على ما يرويه عن رسول ﷺ مخافة الكذب عليه، لئلا يجيء مَنْ بعد الصحابة فيروي عن النبي ﷺ ما يقله.
حدثني أبو يعلى، قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن أبي سلمة، أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاث مرات، فلم يؤذن له فرجع، فبلغ ذلك عمر، فقال: ما ردك؟ فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إِذَا استَأذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُؤْذَن لَهُ فليَرْجِعْ" فقال: لتجيئن على هذا بينة وإلا - قال حماد [بن زيد] توعده، قال: فانصرف فدخل المسجد، فأتى مجلس الأنصار فقص عليهم القصة، ما قال لعمر، وما قال له عمر، فقالوا له: لا يقوم معك إلا أصغرنا، فقام معه أبو سعيد فشهد، فقال له عمر: إنا لا نتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله ﷺ شديد (٣).
_________
(١) رواه أحمد (٢/ ٤٠١) وابنه في زوائد فضائل الصحابة (٣١٥) وابن حبان (٦٨٨٩) وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الأربعة (٣) من حديث أبي هريرة، وصح من حديث ابن عمر أيضًا.
(٢) رواه البخاري (٣٦٨٩) من حديث أبي هريرة ومسلم (٢٣٩٨) من حديث عائشة.
(٣) رواه المصنف في صحيحه (٥٨٠٦) بهذا الإسناد واللفظ وانظر التعليق عليه وعلى الحديث (٥٨٠٧ و٥٨١٠).
1 / 38