============================================================
وقال المقريزى فى موضع آخر: (إلا أنه (طلالع) كان من ملاة الإمامية، مخالفأ لما عليه مدهب العاضد وأهل الدولة، فلما بويع للعاضد وركب من القصر سمع ضجة عظيمة، فقال : ما الخبر فقيل: بانهم يفرحون بالخليفة، فقال : كأنى بهؤلاء الجهلة يقولون : ما يات الأول حتى استخلف هدا، وما علموا اننى كنت من ساعة استعرضهم استعراض الغتم) (1) .
فهده أقوال صريحة واضحة غاية الوضوع، لا غموض فيها ولا إبهام، تؤكد أن الفائزمات ولم يوص للعاضد بولاية العهد أو الخلافة بعده .
والسجل نفسه يزيد هذه الحقيقة تاكيدا، فلو أنه صدر عن الفائز بتولية العاضد ولاية العهد لكتب على غير هذا الوجه، فإن أصول المذهب تلزم - كما سبق أن أشونا (2) - أن يلى الخلافة الابن بعد الأب دالمأ، وفى تولية العاضد خرق لهذه الأصول كان يستدعى من كاتب السجل - لو أنه كتب للعاضد - أن يسوق الكثير من المبررات وأن يستشهد بالكثير من الشواهد، كما فعل عند صدور السجل بتولية الحافظ بعد ابن عمه الآمر(3 .
بل ان فى السجل جملة عابرة تدل على أن الوصية كانت من ابن لابنه فقد جاء فيه عند تعداد الصفات المميزة الولى العهد المهود إليه : (واجتمع لك مزية الشرفين من الطرفين : الأبوة والنبوة) .
ويؤكد هذا مرة أخرى وأخيرة أن صاحب ((صبح الأعشى) قدم لهدا السجل بقوله ((نسخة بولاية العهد من خليفة لولده) .
( لفس المرجع، ص 150 ب (0) راجع مافات هتا، ص 21 - 74،23، 48 .
(3 واجع مافات هنا، ص ا71 وما بعدها .
مخ ۱۳۶