مجموعة رسائل في التوحيد والإيمانمن تأليف الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
الرسالة الأولى مسائل الجاهلية ١
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
هذه أمور خالف فيها رسول الله ﷺ ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين، مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
فالضد يظهر حسنه الضد، وبضدها تتبين الأشياء.
فأهم ما فيها وأشدها خطرا عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول ﷺ، فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة
_________
١ ذكر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في باب الاستسقاء بالأنواء من كتاب فتح المجيد، أن المسائل التي احتوت عليها هذه الرسالة مائة وعشرون مسألة قال: (ولشيخنا -يعني شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب جده وشيخه - مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف رسول الله ﷺ فيه أهل الجاهلية بلغ مائة وعشرين مسألة) انتهى. وذكر الألوسي في مقدمة تعليقه على هذه الرسالة أنها تشتمل على نحو مائة مسألة واقتصر على هذا العدد، ويدل صنيعه هذا على أن نسخته ناقصة لما تقدم ذكره عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وهذا أمر لا إشكال فيه وإنما يتأتى الإشكال فيما وقع في النسخ التي لدينا من زيادة على ما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن حسن.
1 / 233
كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ١.
(المسألة الأولى): أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله لظنهم أن الله يحب ذلك وأن الصالحين يحبونه٢ كما قال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ ٣. وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ٤. وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله ﷺ، فأتى بالإخلاص، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر أن من فعل ما استحسنوا٥ فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وهذه هي المسألة التي تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد كما قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ ٦.
(الثانية): أنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى: ﴿كُلُّ حِزْبٍ
_________
a
١ سورة العنكبوت آية: ٥٢.
٢ قوله "لظنهم أن الله يحب ذلك وأن الصالحين يحبونه" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز ابن مرشد.
٣ سورة يونس آية: ١٨.
٤ سورة الزمر آية: ٣.
٥ لفظ "ما استحسنوا" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "ما يستحسنونه".
٦ سورة الأنفال آية: ٣٩.
1 / 234
بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ ١. وكذلك في دنياهم ويرون أن ٢ ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ ٣ وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ ٤ ونهانا عن مشابهتهم بقوله: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ ٥ ونهانا عن التفرق في الدنيا ٦ بقوله: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ ٧.
(الثالثة): أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ٨ ومهانة، فخالفهم رسول الله ﷺ وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك وأبدي فيه ٩ وأعاد.
_________
١ سورة المؤمنون آية: ٥٣.
٢ لفظ "أن" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٣ سورة الشورى آية: ١٣.
٤ سورة الأنعام آية: ١٥٩.
٥ سورة آل عمران آية: ١٠٥.
٦ لفظ "في الدنيا" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "في الدين".
٧ سورة آل عمران آية: ١٠٣.
٨ لفظ "له" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٩ لفظ "فيه" من طبعة مطبعة أم القرى وطبعة المطبعة المصطفوية بالهند.
1 / 335
وهذه الثلاث ١ هي التي جمع بينها فيما " صح ٢ " عنه في الصحيحين أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ٣ ولا تشركو ابه شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم". ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
(الرابعة): أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ ٤ وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ ٥؛ فأتاهم بقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ ٦ الآية، وقوله: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ٧.
_________
١ لفظ "هي" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٢ لفظ "صح" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ بلفظ "ذكر".
٣ لفظ "أن تعبدوه" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "ألا تعبدوا إلا الله".
٤ سورة الزخرف آية: ٢٣.
٥ سورة لقمان آية: ٢١.
٦ سورة سبأ آية: ٤٦.
٧ سورة الأعراف آية: ٣.
1 / 336
(الخامسة): أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن ١.
(السادسة): الاحتجاج بالمتقدمين كقوله: ﴿قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى﴾ ٢، ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ﴾ ٣.
(السابعة): الاستدلال بقوم ٤ أعطوا قوى في الأفهام والأعمال وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ ٥ الآية، وقوله: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ ٦، وقوله: ﴿يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ ٧ الآية.
(الثامنة): الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء كقوله ٨:
_________
١ من ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾، ومنه قوله تعالى: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾ .
٢ سورة طه آية: ٥١.
٣ سورة المؤمنون آية: ٢٤.
٤ " أي ضالين".
٥ سورة الأحقاف آية: ٢٦.
٦ سورة البقرة آية: ٨٩.
٧ سورة البقرة آية: ١٤٦.
٨ أي حكاية عن أولئك المستدلين ذلك الاستدلال الباطل.
1 / 337
﴿أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ﴾ ١، وقوله: ﴿أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ ٢، فرده ٣ الله بقوله: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾ ٤.
(التاسعة): الاقتداء بفسقة العلماء والعباد ٥، فأتى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ٦ وبقوله: ﴿لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ ٧.
(العاشرة): الاستدلال على بطلان الدين بقلة أهله وعدم حفظهم كقولهم ٨ ﴿بَادِيَ الرَّأْيِ﴾ .
(الحادية عشرة): الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم ٩ ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ ١٠.
(الثانية عشرة): إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق.
_________
١ سورة الشعراء آية: ١١١.
٢ سورة الأنعام آية: ٥٣.
٣ أي رد استدلالهم.
٤ سورة الأنعام آية: ٥٣.
٥ لفظ "والعباد" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٦ سورة التوبة آية: ٣٤.
٧ سورة المائدة آية: ٧٧.
٨ لفظ "كقولهم" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٩ لفظ "كقولهم" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
١٠ سورة إبراهيم آية: ١٠.
1 / 338
(الثالثة عشرة): الغلو في العلماء والصالحين كقوله: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾ ١.
(الرابعة عشرة): أن كل ما تقدم مبني على قاعدة، وهي النفي والإثبات، فيتبعون الهوى والظن ويعرضون عما جاءت به الرسل ٢.
(الخامسة عشرة): اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقولهم ٣: ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾، ﴿يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ﴾ ٤، فأكذبهم الله وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم، وأن ٥ الطبع بسبب كفرهم.
(السادسة عشرة): اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر، كما ذكر الله ذلك في قوله: ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ ٦.
(السابعة عشرة): نسبة باطلهم إلى الأنبياء كقوله ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ ٧، وقوله: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا﴾ ٨.
_________
١ سورة النساء آية: ١٧١.
٢ لفظ " عما جاءت به الرسل، من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في بقية النسخ لفظ "عما آتاهم الله".
٣ لفظ كقولهم، من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "كقوله".
٤ سورة هود آية: ٩١.
٥ لفظ "وأن" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٦ سورة آية: ١٠١-١٠٢.
٧ سورة آية: ١٠١-١٠٢.
٨ سورة آل عمران آية: ٦٧.
1 / 339
(الثامنة عشرة): تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.
(التاسعة عشرة): قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين إليهم ١ كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود والنصارى في محمد ﷺ.
(العشرون): اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان ﵇.
(الحادية والعشرون): تعبدهم بالمكاء والتصدية.
(الثانية والعشرون): أنهم اتخذوا دينهم لهوا ولعبا.
(الثالثة والعشرون): أن الحياة الدنيا غرتهم فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقولهم٢ ﴿نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ ٣.
(الرابعة والعشرون): ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء تكبرا وأنفة، فأنزل الله تعالى: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ ٤. الآيات.
_________
١ لفظ "إليهم" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٢ لفظ كقولهم من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "كقوله".
٣ سورة سبأ آية: ٣٥.
٤ سورة الأنعام آية: ٥٢.
1 / 340
(الخامسة والعشرون): الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء كقوله: ﴿لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾ ١.
(السادسة والعشرون): تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.
(السابعة والعشرون): تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها إلى الله كقوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّه﴾ ٢ الآية.
(الثامنة والعشرون): أنهم لا يقبلون ٣ من الحق إلا الذي مع طائفتهم كقوله: ﴿قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ ٤.
(التاسعة والعشرون): أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله طائفتهم ٥ كما نبه الله تعالى عليه بقوله: ﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ٦.
(الثلاثون): وهي من عجائب آيات الله، أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع، وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق، صار كل حزب بما لديهم فرحين.
_________
١ سورة الأحقاف آية: ١١.
٢ سورة البقرة آية: ٧٩.
٣ لفظ "لا يقبلون" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "لا يعقلون" ولفظ لا يقبلون أوضح.
٤ سورة البقرة آية: ٩١.
٥ لفظ "طائفتهم" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها الطائفة".
٦ سورة البقرة آية: ٩١.
1 / 341
(الحادية والثلاثون): وهي من أعجب الآيات ١ أيضا: معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة، ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة، كما فعلوا مع النبي ﷺ لما أتاهم بدين موسى ﵇، واتبعوا كتب السحر وهي من دين آل فرعون.
(الثانية والثلاثون): كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه كما قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ ٢ الآية.
(الثالثة والثلاثون): إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم كما فعلوا في حج البيت، فقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ ٣.
(الرابعة والثلاثون): أن كل فرقة تدعي أنها الناجية، فأكذبهم الله بقوله: ﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ٤. ثم بين الصواب بقوله: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ ٥ الآية.
(الخامسة والثلاثون): التعبد بكشف العورات كقوله: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾ ٦.
_________
١ لفظ "من أعجب الآيات" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز مرشد، ووقع في غيرها من النسخ لفظ "من عجائب الله".
٢ سورة البقرة آية: ١١٣.
٣ سورة البقرة آية: ١٣٠.
٤ سورة البقرة آية: ١١١.
٥ سورة البقرة آية: ١١٢.
٦ سورة الأعراف آية: ٢٨.
1 / 342
(السادسة والثلاثون): التعبد بتحريم الحلال كما تعبدوا بالشرك.
(السابعة والثلاثون): التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله.
(الثامنة والثلاثون): الإلحاد في الصفات كقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ ١.
(التاسعة والثلاثون): الإلحاد في الأسماء كقوله: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ﴾ ٢.
(الأربعون): التعطيل، كقول آل فرعون.
(الحادية والأربعون): نسبة النقائص إليه سبحانه كالولد والحاجة والتعب، مع تنْزيه رهبانهم عن بعض ذلك ٣.
(الثانية والأربعون): الشرك في الملك كقول المجوس.
(الثالثة والأربعون): جحود القدر.
(الرابعة والأربعون): الاحتجاج على الله به ٤.
(الخامسة والأربعون): معارضة شرع الله بقدره.
(السادسة والأربعون): مسبة الدهر كقولهم: ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ﴾ ٥.
_________
١ سورة فصلت آية: ٢٢.
٢ سورة الرعد آية: ٣٠.
٣ لفظ "كالولد والحاجة والتعب مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٤ لفظ "به" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٥ سورة الجاثية آية: ٢٤.
1 / 343
(السابعة والأربعون): إضافة نعم الله إلى غيره كقوله ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ ١.
(الثامنة والأربعون): الكفر بآيات الله.
(التاسعة والأربعون): جحد بعضها.
(الخمسون): قولهم: ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ ٢.
(الحادية والخمسون): قولهم في القرآن: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ ٣.
(الثانية والخمسون): القدح في حكمة الله تعالى.
(الثالثة والخمسون): إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل كقوله تعالى: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ ٤ وقوله: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ﴾ ٥.
(الرابعة والخمسون): الإقرار بالحق ليتوصلوا به إلى دفعه، كما قال في الآية.
(الخامسة والخمسون): التعصب للمذهب كقوله فيها: ﴿وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ﴾ ٦.
_________
١ سورة النحل آية: ٨٣.
٢ سورة الأنعام آية: ٩١.
٣ سورة المدثر آية: ٢٥.
٤ سورة آل عمران آية: ٥٤.
٥ سورة آل عمران آية: ٧٢.
٦ سورة آل عمران آية: ٧٣.
1 / 344
(السادسة والخمسون): تسمية اتباع الإسلام شركا، كما ذكره في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ١ الآيتين.
(السابعة والخمسون): تحريف الكلم عن مواضعه.
(الثامنة والخمسون): لي الألسنة بالكتاب ٢.
(التاسعة والخمسون): تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية.
(الستون): افتراء الكذب على الله.
(الحادية والستون): التكذيب بالحق ٣.
(الثانية والستون): كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا إلى الشكوى للملوك كما قالوا: ﴿أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ﴾ ٤.
(الثالثة والستون): رميهم ٥ إياهم بالفساد في الأرض كما في الآية.
(الرابعة والستون): رميهم إياهم بانتقاص دين الملك كما قال تعالى: ﴿وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ ٦، وكما قال تعالى ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ ٧ الآية.
_________
١ سورة آل عمران آية: ٧٩.
٢ اعتمدنا في اعتبار لي الألسنة بالكتاب هو المسألة الثامنة والخمسون على مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد. ولم تذكر هذه المسألة في بقية النسخ.
٣ كذا في مخطوطة عبد العزيز بن مرشد ولم يذكر فيما سواها مسألة التكذيب بالحق.
٤ سورة الأعراف آية: ١٢٧.
٥ سقط ذكر الرمي بانتقاص دين الملك في مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد وأثبت فيما سواها من النسخ.
٦ سورة الأعراف آية: ١٢٧.
٧ سورة غافر آية: ٢٦.
1 / 345
(الخامسة والستون): رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك كما في الآية.
(السادسة والستون):رميهم إياهم بتبديل الدين كما قال تعالى ١: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ ٢.
(السابعة والستون): رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم: ﴿وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ ٣.
(الثامنة والستون): دعواهم العمل بما عندهم من الحق كقولهم ٤ ﴿نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ ٥، مع تركهم إياه.
(التاسعة والستون): الزيادة في العبادة كفعلهم يوم عاشوراء.
(السبعون): نقصهم منها، كتركهم الوقوف بعرفات.
(الحادية والسبعون): تركهم الواجب ورعا.
(الثانية والسبعون): تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
(الثالثة والسبعون): تعبدهم بترك زينة الله.
(الرابعة والسبعون): دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم.
(الخامسة والسبعون): دعوتهم إياهم إلى الكفر مع العلم.
(السادسة والسبعون): المكر الكبار كفعل قوم نوح.
(السابعة والسبعون): أن أئمتهم إما عالم فاجر، وإما عابد جاهل، كما
_________
١ أي حكاية عن فرعون.
٢ سورة غافر آية: ٢٦.
٣ سورة الأعراف آية: ١٢٧.
٤ لفظ (كقولهم) من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٥ سورة البقرة آية: ٩١.
1 / 346
في قوله: ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ﴾ ١ إلى قوله: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ﴾ ٢.
(الثامنة والسبعون): دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس ٣.
(التاسعة والسبعون): دعواهم محبة الله، مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ ٤ الآية.
(الثمانون): تمنيهم الأماني الكاذبة كقولهم ٥: ﴿نْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ ٦، وقولهم: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ ٧.
(الحادية والثمانون): اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
(الثانية والثمانون): اتخاذ آثار أنبيائهم مساجد كما ذكر عن عمر ٨.
_________
١ سورة البقرة آية: ٧٥.
٢ سورة البقرة آية: ٧٨.
٣ هذه المسألة من مخطوطة عبد العزيز بن مرشد ولم تذكر في غيرها.
٤ سورة آل عمران آية: ٣١.
٥ لفظ (كقولهم) من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد وهو الصواب لا ما وقع في غيرها من النسخ بلفظ (كقوله لهم) .
٦ سورة البقرة آية: ٨٠.
٧ سورة البقرة آية: ١١١.
٨ يشير المؤلف إلى ما أخرجه الطحاوي وابن وضاح وغيرهما كما في الاعتصام للشاطبي عن المعرور بن سويد الأسدي قال- وافيت الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ فلما انصرفنا إلى المدينة انصرفت معه، فلما صلى لنا صلاة الغداة قرأ فيها: "ألم تر كيف فعل ربك" و"لإيلاف قريش" ثم رأى ناسا يذهبون مذهبا فقال أين يذهب هؤلاء قالوا: يأتون مسجدا هاهنا صلى فيه رسول الله ﷺ فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا يتبعون آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا، من أدركته الصلاة في شيء من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله ﷺ فليصل فيها وإلا فلا يتعمدها.
1 / 347
(الثالثة والثمانون): اتخاذ السرج على القبور.
(الرابعة والثمانون): اتخاذها أعيادا.
(الخامسة والثمانون): الذبح عند القبور.
(السادسة والثمانون): التبرك بآثار المعظمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده بذلك ١، كما قيل لحكيم بن حزام: بعت مكرمة قريش. فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى ٢.
(السابعة والثمانون): الفخر بالأحساب.
(الثامنة والثمانون): الطعن في الأنساب.
(التاسعة والثمانون):الاستسقاء بالأنواء.
(التسعون): النياحة.
(الحادية والتسعون) . أن أجل فضائلهم البغي ٣، فذكر الله فيه ما ذكر ٤.
(الثانية والتسعون): أن أجل فضائلهم الفخر ولو بحق، فنهى عنه.
_________
١ قوله: "وافتخار من كانت تحت يده بذلك" هكذا وقع في طبعة الجميح بالعطف على ما قبله. ووضع في مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد تحت رقم مستقل، وسقط في بقية النسخ التي لدينا.
٢ يشير شيخ الإسلام المؤلف بهذا إلى ما ذكره الحافظ أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب عن مصعب قال: "جاء الإسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم فقال له ابن الزبير بعت مكرمة قريش، فقال حكيم ذهبت المكارم إلا التقوى، انتهى.
٣ كذا في مخطوطة للشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها (الفخر بالأنساب) .
٤ لفظ (من) من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
1 / 348
(الثالثة والتسعون): أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم، فذكر الله فيه ما ذكر.
(الرابعة والتسعون): أن من دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ ١.
(الخامسة والتسعون): تعيير الرجل بما في غيره فقال: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ٢".
(السادسة والتسعون)؟ الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ ٣.
(السابعة والتسعون): الافتخار بكونهم ذرية الأنبياء، فأتى الله بقوله: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾ ٤ الآية.
_________
١ سورة الأنعام آية: ١٦٤.
٢ هذا الحديث رواه البخاري في باب المعاصي من أمر الجاهلية وهو من كتاب الإيمان رواه بإسناده عن المعرور قال (لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي ﷺ يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) .
٣ سورة المؤمنون آية: ٦٧.
٤ سورة البقرة آية: ١٣٤.
1 / 349
(الثامنة والتسعون): الافتخار بالصنائع كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرث.
(التاسعة والتسعون): عظمة الدنيا في قلوبهم كقولهم: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ ١.
(المائة): التحكم على الله كما في الآية.
(الحادية بعد المائة): ازدراء الفقراء، فأتاهم بقوله: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ ٢.
(الثانية بعد المائة): رميهم أتباع الرسل بعدم الإخلاص وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: ﴿مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ ٣ الآية وأمثالها.
(الثالثة بعد المائة): الكفر بالملائكة.
(الرابعة بعد المائة): الكفر بالرسل.
(الخامسة بعد المائة): الكفر بالكتب.
(السادسة بعد المائة): الإعراض عما جاء عن الله.
(السابعة بعد المائة): الكفر باليوم الآخر.
(الثامنة بعد المائة): التكذيب بلقاء الله.
(التاسعة بعد المائة): التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم
_________
١ سورة الزخرف آية: ٣١.
٢ سورة الأنعام آية: ٥٢.
٣ سورة الأنعام آية: ٥٢.
1 / 350
الآخر كما في قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ﴾ ١، ومنها التكذيب بقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ٢، وقوله: ﴿لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ﴾ ٣، وقوله: ﴿إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ ٤.
(العاشرة بعد المائة): قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس.
(الحادية عشرة بعد المائة): الإيمان بالجبت والطاغوت.
(الثانية عشرة بعد المائة): تفضيل دين المشركين على دين المسلمين.
(الثالثة عشرة بعد المائة): لبس الحق بالباطل.
(الرابعة عشرة بعد المائة): كتمان الحق مع العلم به.
(الخامسة عشرة بعد المائة): قاعدة الضلال وهي: القول على الله بلا علم.
(السادسة عشرة بعد المائة): التناقض الواضح لما كذبوا بالحق كما قال تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ﴾ ٥.
(السابعة عشرة بعد المائة): الإيمان ببعض المنْزل دون بعض.
(الثامنة عشرة بعد المائة): التفريق بين الرسل.
(التاسعة عشرة بعد المائة): مخاصمتهم ٦ فيما ليس لهم به علم.
(العشرون بعد المائة): دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم.
_________
١ سورة الكهف آية: ١٠٥.
٢ سورة الفاتحة آية: ٤.
٣ سورة البقرة آية: ٢٥٤.
٤ سورة الزخرف آية: ٨٦.
٥ سورة ق آية: ٥.
٦ كذا في مخطوطة الشيخ عبد العزيز مرشد ووقع في غيرها (مخالفتهم) .
1 / 351
(الحادية والعشرون بعد المائة): صدهم عن سبيل الله من آمن به.
(الثانية والعشرون بعد المائة): مودتهم الكفر والكافرين ١.
(الثالثة والعشرون بعد المائة، والرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، والثامنة والعشرون بعد المائة): العيافة، والطرق، والطيرة، والكهانة، والتحاكم إلى الطاغوت، وكراهة التزويج بين العبدين ٢.
والله أعلم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_________
١ كذا في جميع النسخ التي لدينا سوى مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد فقد وقع فيها (مودتهم الكفر لمن آمن) والمعنى صحيح على كل تعبير.
٢ وقع في بعض النسخ (العيدين) تثنية عيد بالمثناة التحتية ولم يظهر لي معناه ووقع بعضها (العبدين) تثنية عبد بمعنى المملوك. كما أثبتناه ولعل المراد بذلك ما كان عليه أهل الجاهلية من أنه إذا كانت لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت امتنع من تزويجها لذلك، فلما جاء الإسلام نهى الله المؤمنين عن ذلك فأنزل في كتابه: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) الآية.
1 / 352