============================================================
71 لا يوز بحال كما بقرله من يقوله من أنحاب الثافى وأميد وهذا مو الصحيح ناله نه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن خمر ليتامى فامر باراقتها فقيل له انهم فقراء فقال سيغنيهم الله من فضله فلما امر باراقتها ونهى عن تخليلها وجبت طاعته فيما أمر به ونهى عنه فيجب ان تراق الخرة ولا تخل - هذا مع كونهم كانوا يتابى ومع كون تلك الخرة كانت متخذة قبل التحريم فسلم يكونوا عصاة . فان قيل هذا منسوخ لانه كان فى أول الاسلام فامروا بذلك كما أمروا بكسر الآنية وشق الظروف ليمتنعوا عنها قيل هذا غلط من وجوه (احدها) ان أمر الله ورسوله لا ينسخ الا بامر الله ورسوله ولم يرد بعد هذا نص ينسخه (لثانى) ان الخلفاء الراشدين بعد موته عملوا بهذا كما ثبت عن عمر بن الخطاب انه قال لا تأكلواخل خمر الاخرا بدأ الله بفسادها ولا جناح على مسلم ان يشترى من خل أهل الذمة فهذا عمر ينهى عن خل الخمر التى قصد افسادها ويأذن فيما بدأ الله بافسادها ويرخص فى اشتراء خل الخر من أهل الكتاب لانهم لا يفسدون خمرهم وانما يتخلال بغير اختيارهم وفى قول عمر حجة على جميع الاقوال ( الوجه الثالث) ان يقال الصحابة كانوا اطوع الناس لله ورسوله ولهذا لما حرم عليهم الخر أراقوها فاذا كانوا مع هذا قد نهوا عن تخليلها وامروا باراقتها فمن بعدهم مني القرون اولى منهم بذلك فانهم اقل طاعة لله ورسوله منهم . يبين ذلك ان عمر بن الخطاب غلظ على الناس العقوبة فى شرب الخر حتى كان يتفى فيها لان أهل زمانه كانوا أقل اجتنابا لها من الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون زمان ليس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا ريب ان اهله أقل اجتنابا للمحارم فكيف تسد الذريعة عن أولئك المتقين وتفتح لغيرهم وهم اقل تقوى منهم. واما مايروى خير خلكم خل خمركم فهذا الكلام لم يقله النبى صلى الله عليه وسلم ومن نقله عنه نقد أخطا ولكن هو كلام صحيح فان خل الخر لا يكون فيها ماء ولكن المراد به الذى بدأ لله بقلبه وأيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخر .وقد وصف العلماء عمل الخل انه يوضع اولا في العنب شىء يحمضه حتى لا يستحيل اولا خمرا ولهذا تنازعوا فى خمرة الخلال هل يجب اراقتها على قولين فى مذهب احمد وغيره اظهرهما وجوب اراقتها كغيرها فانه ليس فى الشريعة خمرة محترمة ولو كان لشىء من الخر حرمة لكانت لخر اليتامى التى اشتريت لهم قبل التحريم وذلك
مخ ۹۱