مجموع رسائل الامام زيد بن علي علیهم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرونه
فوالله إن دين الله لدينه الذي بعث به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان المسلمون عليه بعد نبيهم قبل تفرقهم، فماذا شبه عليكم أيها الناس؟ فوالله إن الحلال والحلام إلى يوم القيامة، وإن الحرام لحرام إلى يوم القيامة، وإن فريضته لواحدة، وإن حدوده لواحدة، وإن أحكامه فيه لواحدة، وقد قال الله عز وجل: ?وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب?[المائدة: 2]، وإن معصية النبي صلى الله عليه ميتا كمعصيته حيا.
قال الله تعالى: ?فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين?[هود: 116]، وما أهل بيت نبيكم بالمترفين فالله المستعان.
فانظروا من بقية أهل الحق من القرون، فإن الله تبارك وتعالى قال لنوح صلى الله عليه وسلم: ?وجعلنا ذريته هم الباقين?[الصافات: 77]. وقال لبني إسرائيل: ?وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون?[البقرة: 248].
فالتمسوا الفضل من قريش حيث جعله الله، فبقية الحق منهم، فإن الله جل ثناؤه يقول: ?الله أعلم حيث يجعل رسالته?[الأنعام: 124]، فإن كان الله ذهب بنبينا وجعله خاتم النبيين، فإن فيكم أهل وذريته معتصمين بكتاب الله.
وقد وعد الله المؤمنين والرسول النصر والنجاة، قال الله عز وجل: ?إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد?[غافر: 51].
ثم قال: ?ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين?[يونس:103].
مخ ۹۸