مجموع رسائل الامام زيد بن علي علیهم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرونه
وإن الظن لا يغني من الحق شيئا، وقد قال سبحانه وتعالى: ?إلا من شهد بالحق وهم يعلمون?[الزخرف: 68] ، فمن جاءك عني بأمر أنكره قلبك، وكان مباينا لما عهدته مني، ولم تفقهه عني، ولم تره في كتاب الله عز وجل جائزا، فأنا منه برئ، وإن رأيت ذلك في كتاب الله عز وجل جائزا، وللحق مماثلا، وعهدت مثله ونظيره مني، ورأيته أشبه بما عهدته عني، وكان أولى بي في التحقيق، فأقبله فأن الحق من أهله ابتدأ وإلى أهله يرجع.
وذكرت أن قوما ذكروا أن الله سبحانه وتعالى جعل رعاية عباده إلى الملوك، وجعل ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كسائر رعية الملوك، وأنه ليس لأحد من ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إزالة ما جعله الله سبحانه وتعالى للملوك، لأن الله تعالى قد قال: ?قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير?[آل عمران:26] فقد كذب القائلون هذا على الله عز وجل، وأحالوا جميع الحق وأزالوه عن معدنه.
فنحن الذين ملكنا الله تعالى الملك وآتاناه، واسترعانا رعاية عباده، وذلك حين يقول سبحانه: ?أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما?[النساء:54]، ونحن الذين أعز الله تعالى، وعدونا من أذل الله تعالى، وإن كان عدونا غالبا بسلطان الجور، فالله برئ منه وممن زعم أن أمره من الله تعالى.
مخ ۲۵۷