مجموع رسائل الامام زيد بن علي علیهم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرونه
فقبلنا ذلك منهم، وشهدنا أن خيرة الله من المهاجرين المجاهدين السابقون إلى الجهاد.
ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من السابقين إلى الجهاد؟
قالوا: نعم، أكثرهم عملا في الجهاد، وأكثرهم ضربا وطعنا وقتالا في سبيل الله.
فقلنا: ما برهانكم عليه؟
قالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره?[الزلزلة: 7]، وقوله تعالى: ?وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عندالله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم? [المزمل: 20].
فقبلنا منهم، وشهدنا أن خيرته من السابقين إلى الجهاد أكثرهم عملا في الجهاد، وأبذلهم لمهجته لله، وأكثرهم قتالا لعدوه.
ثم سألنا الفريقين عن هذين الرجلين الذين اختلفت فيهما الأمة - علي بن أبي طالب، وأبي بكر بن أبي قحافة - أيهما كان أكثر عملا في الجهاد في سبيل الله، وأكثر ضربا وطعنا وصبرا وقتالا، ومنعة، ويخاف منه من خالف الحق؟
فاجتمع الفريقان على أن علي بن أبي طالب أكثرهم عملا في الجهاد في سبيل الله.
فلما اجتمع على ذلك الفريقان قبلنا منهم، وشهدنا على أن علي بن أبي طالب خير من أبي بكر، بما دل عليه الكتاب والسنة - فيما اجتمعوا عليه - من فضله في كتاب الله الذي لا خلاف فيه.
فدل ما أجمعت عليه الأمة على أن خيرة الله المتقون، وأن خيرة الله سبحانه وتعالى من المتقين المجاهدون في سبيل الله، وأن خيرة الله من المجاهدين السابقون إلى الجهاد، وأن خيرة الله من السابقين أكثرهم عملا في الجهاد.
واجتمعت الأمة على أن خيرة الله من السابقين إلى الجهاد البدريون، وأن خيرة البدريين المجاهدين هذان الرجلان اللذان اختلفت فيهما الأمة: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن أبي قحافة.
مخ ۱۳۱