177

مجموعه رسایل کاظم

مجموع رسائل الكاظم2

وتشابك الحق والباطل في معركة غير متكافئة حقا ، واستبسل فيها أهل البيت (ع) وشيعتهم الكرام ، فخر سليمان بن عبدالله المحض (ع) صريعا ، وكذلك الحسن بن محمد النفس الزكية ، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم الغمر (ع) ، وفي أحداث هذه المعركة يروي بقية السلف الفاطمي الصالح نجم آل الرسول وعالمهم ومحل اتفاقهم ، القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) ، ما معناه ، أن الحسين بن علي الفخي (ع) في أرض المعركة مال إلى جانب منها ، ودفن شيئا ! ، ثم عاد إلى أرض المعركة ملتثما ، وكان قد رآه بعض أصحابه يفعل هذا ، وعند انتهاء المعركة جاء صاحبه ليتفقد ماذا دفن الحسين ، فوجد قطعة من لحم وجه الحسين (ع) والله المستعان ، وما زال الحسين (ع) يستبسل في القتال حتى أتته نشابة أرسلها حماد التركي أخزاه الله فأردته صريعا شهيدا ، وكان هذا يوم التروية الثامن من ذي الحجة لعام ستة وتسعون ومائة ، وكبلاء الحسين (ع) كان بلاء أصحابه واستبسالهم ومنهم يحيى بن عبدالله الذي قيل أنه أصبح كالقنفذ لكثرة النشابات في جسمه الشريف ، وكذلك علم الآل إدريس بن عبدالله (ع) فقد غطته الدماء وصبغت ثيابه ، وكان هذان الأخوان ممن نجا من القتل في معركة فخ ، فحملا على عاتقهما اكمال مسيرة ابن أختهم الحسين ، وسلفهم من أهل البيت (ع) ، فأكملوا مسيرة الزيدية المرضية ، فمهد يحيى بن عبدالله للدولة الزيدية في بلاد الديلم وطبرستان ، وكذلك إدريس في بلاد المغرب ، فسلام الله على تلكم الأرواح ، سلاما لا يبلغ مدحته الواصفون ولا العادون ولا القائلون ، وألحقهم بآبائهم الطيبين الطاهرين ، وجعلنا لهم شيعة مخلصين ، مقتدين .. آمين اللهم آمين .. ، وفي هذه السنة المؤلمة على أهل البيت (ع) ، كانت ولادة نجم آل الرسول وترجمان الدين القاسم الرسي (ع) ، وقد كان له شأن كبير في معرفة علوم أهل البيت (ع) ومذاهبهم ومشاربهم الصافية الصحيحة ، لقرب العهد منه بأفاضل أهل البيت (ع) من سادات بني الحسن والحسين عليهم سلام الله أجمعين .

مخ ۳