173

مجموعه رسایل کاظم

مجموع رسائل الكاظم2

خرج الإمام الحسين (ع) ومعه من الرجال عدة بدر ، وذلك يوم التاسع عشر من ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة للهجرة ، وكان ديوانه قد انطوى على ثلاثين ألف رجل من أهل الأمصار ، وكان (ع) قد واعدهم في الصفا ، وجعل بينهم وبينه علامة صاحب الجمل الأحمر ، فعلم الهادي العباسي بخروج الإمام الحسين (ع) إلى مكة ، فأعد الجيوش تلو الجيوش وأرسلها لملاقاة الإمام الحسين (ع) ، منها بقيادة العباس بن محمد ، ومنها بقيادة موسى بن عيسى ، ومنها بقيادة محمد بن سليمان بن علي ، ومنها بقيادة عبيد بن يقطين ، وقد كان موسى بن عيسى قد أرسل جمالا ، ليستطلع له خبر الحسين (ع) وجيشه ، فذهب الجمال وعاد قائلا : (( ما أظن القوم إلا منصورين ))!! ، فعاوده موسى قائلا : (( كيف يا ابن الفاعلة ؟ )) ، فأجابه الحمال : أني (( ما رأيت خلا ولا فلا ، ولا رأيت إلا مصليا ومبتهلا ، أو ناظرا في مصحف ، أو متقلدا سيفا )) ، فضرب موسى بن عيسى يديه على الأخرى ثم بكى! ، وقال : (( هم والله أكرم خلق الله على الله ، وأحق بما في أيدينا منا ، ولكن الملك عقيم ، ولو أن صاحب هذا القبر - يعني الرسول (ص) - نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف )) ، وقد كانت الجيوش العباسية في مكة المكرمة ، تحاول جاهدة ، أن تحجب أخبار الإمام الحسين (ع) عن حجاج بيت الله الحرام ، مع حرص الإمام الحسين (ع) على إرسال الرسول تلو الرسول ، كي يستحث أتباعه وأنصاره ومن كان قد بايعه ، ولكن دون جدوى ، ودون نصير والله المستعان ، فحصر الإمام الحسين (ع) ومن معه في أرض قريبة من مكة المكرمة حرسها الله تعالى ، وتبعد عنها ستة أميال واسمها فخ ، وقد تسمى اليوم بالزاهر أو الزواهرة ، وهناك استعد الطرفين للاقتال في معركة غير متكافئة لا عددا ولا عدة .

مخ ۲