166

مجموعه رسایل کاظم

مجموع رسائل الكاظم2

فكان اجتماع هؤلاء السادة ، إضافة إلى الظلم الذي يتعرضون إليه ، وما يصيب أمة الإسلام في ذلك الزمان ، من إذلال للأولياء ، وتكريم للظلمة الجفاة ، والإعانة على الظلم والفساد ، واندراس للكتاب والسنة المحمدية الصحيحة ، حتى تؤول على غير تأويله ، وفسر على غير تفسيره ، كان كل هذا حافزا لهؤلاء النفر من بني الحسن على القيام بفريضة الله على العباد بأعلى مراتبها ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد ، فاجتمعت كلمة بني الحسن على مبايعة ابن أختهم الحسين الفخي (ع) إماما لهم ، فقال الحسين الفخي (ع) : (( نشاور القوم )) ، يعني أبناء عمومتهم ، لأن أهل البيت في ذلك الزمان ، كانوا أكثر تقاربا فيما بينهم ، وكانوا ثقل الله الأصغر في الأرض ، لم تفش المذهبية والعنصرية والقبلية بينهم ، كما حدث في الأعصار المتأخرة ، ومع ذلك فسيبقى منهم طائفة يمثلون خط أهل البيت السابقين (ع) ، فلا تيأس من إيجاد الثقل الأصغر لمجرد علمك بتمذهب جماعاتهم بمذاهب شتى ، نعم ! فبعث الإمام الحسين (ع) إلى الإمام موسى الكاظم (ع) ، وإلى عبدالله الأفطس بن الحسن بن علي بن علي زين العابدين ، فاجتمعوا جميعا على أن لا يعطوا بأيديهم ، وأن يبلوا عذرا في جهادهم .

مخ ۲