بين العمري والي المدينة ، والإمام الحسين الفخي (ع) في
المدينة المنورة :
كان أمير المدينة المنورة في عهد الخليفة الهادي موسى بن محمد العباسي ، هو عمر بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبيدالله بن عمر بن الخطاب " العمري " ، وكان قد شدد على آل علي بن أبي طالب (ع) ، حتى أنه كان يطلبهم للعرض عليه يوميا ، ويجعل بعضهم يكفل بعضا ، حتى يضمن عدم تغيبهم ، فتغيب الحسن بن محمد بن عبدالله المحض (ع) ، قيل بسبب خلاف وقع بينه وبين شخص عمري ، وكزه الحسن فشجه فغاب ، فغضب الأمير العمري لغياب الحسن بن محمد ، فأرسل في طلب الإمام الحسين الفخي (ع) ، فجيء به (ع) متعتعا ملببا - مشدودا من ثيابه التي على صدره - حتى أدخل على العمري ، فقال له العمري : (( إيتني بالحسن بن محمد ، وإلا والله ملأت ظهرك وبطنك ضربا )) ، فقال الإمام الحسين (ع) : (( إن الحسن بسويقة ، وأنا مقيم بالمدينة ، ولست أقدر عليه ، وهو رجل حر لا يمكنني اقتضابه ، وما أنا له بكفيل )) . فقال له العمري : (( ما يصنع بهذا الكلام ! ، والله لتأتيني به ، وإلا ملأت ظهرك وبطنك ضربا )) ، فقال الإمام الحسين (ع) : (( إن بيني وبينه ستة وثلاثين ميلا ، فأمهلني إذا ، وافتح لي ، حتى أخرج إليه ، وأجيئك به )) ، ثم استحلف وتوعد العمري الحسين (ع) ، وأمهله إلى الغد قبل الزوال .
مخ ۱