268

مجموع رسائل الحافظ العلائي

مجموع رسائل الحافظ العلائي

پوهندوی

وائل محمد بكر زهران

خپرندوی

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

"تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" (١)؛ فقد علم النبي ﷺ بما أطلعه اللَّه عليه أن معاوية سيملك وقال له: "إِنْ مَلَكْتَ فَاعْدِلْ" (٢)، وعلم أيضًا ببغيه في قتال علي ﵁ ومع ذلك دعا له في الحديث الذي رواه يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السمعي، عن العرباض بن سارية ﵁ قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ" (٣). وقد ثبت عن ابن عباس ﵄ أنه صدق معاوية في الوتر بركعة واحدة وقال: أصاب إنه فقيه (٤). وروي عنه أنه قصر عن النبي ﷺ بمشقص (٥). وكذلك روى أيضًا عن معاوية: جرير بن عبد اللَّه البجلي، وأبو سعيد الخدري، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن الزبير، ومعاوية بن خديج، والسائب ابن يزيد، وجماعة غيرهم من الصحابة ﵃، وكل ذلك بعد ما وقع منه من قتال علي ﵁. واتفق أئمة التابعين بعدهم على الرواية عنه وقبول ما رواه هو وعمرو بن العاص وكل من قام معهما في الفتنة فكان ذلك إجماعًا سابقًا على قول من قدح فيهم، حتى إن جعفر بن محمد بن علي روى عن القاسم بن محمد عن معاوية حديثًا وقال محمد بن سيرين: كان معاوية ﵁ لا يتهم في الحديث عن النبي ﷺ. قال الإمام أبو بكر البيهقي: كل من روى عن النبي ﷺ ممن صحبه أو لقيه فهو ثقة لم يتهمه أحد ممن يحسن علم الرواية فيما روى.

(١) رواه البخاري (٤٤٧)، ومسلم (٢٩١٦). (٢) رواه أحمد (٤/ ١٠١). (٣) رواه أحمد (٤/ ١٢٧) من طريق يونس بن سيف. قال الهيثمي (٩/ ٥٩٤): وفيه الحارث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. (٤) رواه البخاري (٣٧٦٥). (٥) رواه البخاري (١٧٣٠)، ومسلم (١٢٤٦).

1 / 285