مجموع رسائل الحافظ العلائي

Salah ad-Din al-Ayyubi d. 761 AH
182

مجموع رسائل الحافظ العلائي

مجموع رسائل الحافظ العلائي

پوهندوی

وائل محمد بكر زهران

خپرندوی

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

وقد قال الثعلبي في "تفسيره": إن أكثر المفسرين على أنها نزلت في تحريم مارية (ص ٢١). قُلْتُ: ومع ذلك فقد روي فيهما اليمين على التحريم كما قال مثله في العسل، ففي "المراسيل" لأبي داود من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: كان رسول اللَّه ﷺ في بيت حفصة ﵂ فدخلت فرأت معه فتاته فقالت: في بيتي ويومي؟ فقال: "اسْكُتِي فَوَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا وَهِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ" (١)، وروى سعيد بن منصور عن هشيم، أنا داود، عن الشعبي، عن مسروق، قال: إن رسول اللَّه ﷺ حلف لحفصة أن لا يقرب أمته وقال: "هِيَ عَليَّ حَرَامٌ" فنزلت الكفارة ليمينه وأمر أن لا يحرم ما أحل اللَّه (٢). رواه البيهقي (٣)، وكل من هذين المرسلين صحيح، وأحدهما يقوى بالآخر. وروى ابن وهب عن مالك، عن زيد بن أسلم، قال: حرم النبي ﷺ أم ولده فقال: "أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ، وَاللَّهِ لَا أَقْرَبُكِ" فأنزل اللَّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ﴾. ذكره أبو بكر ابن العربي وغيره، وهذا مرسل آخر. وقد رواه الدارقطني مسندًا عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللَّه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس، عن عمر ﵄ فذكر القصة بنحو ما تقدم، وفيه أن النبي ﷺ قال لحفصة ﵂: "هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ إِنْ قَرُبْتهَا". فقالت حفصة: فكيف تحرم عليك وهي أمتك؟ فحلف لها لا يقربها، وقال النبي ﷺ: "لَا تَذْكُرِيهِ لِأَحَدٍ" فذكرته لعائشة ﵂؛ فآلى رسول اللَّه ﷺ من نسائه شهرًا واعتزلهن؛ فأنزل اللَّه الآية (٤).

(١) "المراسيل" (٢٤٠). (٢) "السنن" (١٧٠٨). (٣) "السنن الكبير" (٧/ ٣٥٣) من طريق سعيد بن منصور. (٤) "سنن الدارقطني" (٤/ ٤١ رقم ١٢٢) من طريق سعيد بن منصور.

1 / 195