العرب تزعم أن الغراب إذا باضت طائرته لم يعد إليها.
[إبراهيم بن المهدي]
قال إسحاق الموصلي: [1] صرت إلى إبراهيم بن المهدي [2] في يوم دجن، فدعا بالصبوح [3] ، وجاء رجل زبيري، فعرض عليه المقام، فقال: معي جماعة طالبين في حاجة، وإن قعدت عنهم تعرضت لذمهم، مع الضغن السالف بيننا وبينهم، وفي تركي ما عرضت على الحسرة والندامة، فقال له إبراهيم: فنحن منتظروك إلى آخر أوقات الصبوح [13 ظ] ، فان أتيت، وإلا أخذنا في شأننا، ففارقه الزبيري على ذلك، ولم نزل منتظريه إلى آخر النهار، فلما لم نره أكلنا وشربنا وسمعنا، ثم وافى الزبيري فاستأذن له الحاجب، فقال له إبراهيم: إرجع إليه فقل له: حددنا لك وقتا فتجاوزته، وجئتنا في الوقت الذي قتل فيه ابن جرموز [4] أباك، فقال الزبيري: أرجع إليه فقل له: أفأردتني في الوقت الذي قتل ابن ملجم [5] عمك، فقال له إبراهيم، أرجع إليه فقل له:
مخ ۵۷