مجموع لطیف
المجموع اللفيف
خپرندوی
دار الغرب الإسلامي، بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1425 هـ
منها بديعا غير مبتذل، وبكرا غير مفترع، وتلذه المسامع، وتهش له الطبائع.
وبعد، فما عسى يبلغ مدح المادح، وجهد الواصف من كنه الثناء على بيت عظمته الملائكة، وطافت به الجن والإنس، ثم الأمم على اختلاف مذاهبها، وتباين عقائدها، ولم يقع على قديم الدهر في تعظيمه وتقديسه وتفخيم شأنه واستلام أركانه، اختلاف من الموحد والملحد، وأهل الشرك والإيمان، فكل في المذاهب والملل، والشرائع والنحل، والوسائط والرسل، مختلف، وإلى تفضيله داع، وإلى الطواف به والصلاة فيه شاع، وبالإذعان [93 و] له مقر، وعلى التوسل به مستمر، وما ظنك ببيت تجافى عنه طوفان نوح، ورد دونه فيل الحبشة، وخاب عن ثلمه كيد الفراعنة، وثبت فيه مقام إبراهيم، وأشرفت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ودرجت عنه الأئمة الزهر، والذي يذكره المشاهد بالعيان، وما يحققه حاضر الامتحان لتكون أرد على المنكر، وأقطع بحجة المخالف، وأشحذ لنية المؤمنين، وأقر لعين المهتدين، فأول ذلك أنه لم يضق قط عن الحجيج، وأكثر الروايات الصحيحة بالإجماع، أنه لن يتم موسما بدون الأربع مئة ألف نسمة، فان نقصت العدة تممتها الملائكة ، ثم إن أهل النظر والتبيين، والفحص والتبحث، يعتبرون في ابتداء كل عام، إذا دخلت الشمس رأس النقطة الا عتدالية من الحمل، فان نشأت السحائب من تلقاء الركن العراقي، كان الخصب في العراق، وإن نشأت من تجاه الركن اليماني كان الخصب باليمن، وإن نشأت من إزاء الركن الشامي، كان الخصب بالشام، وإن عمت السحائب من الأركان الأربعة كان الخصب ذلك العام عاما.
ثم إنه معلوم أن حجة لا تتم إلا برمي الجمار، وعلى كل مسلم رمى إحدى وسبعين حصاة، وقد ذكرنا الرواية في عدد من يتكامل به الموسم، وذلك أن من لدن آدم، وإلى حيث زماننا هذا، فلو اجتمع بالمزدلفة [1] لكان جبلا لا
مخ ۲۵۷