(٣٦) وسئل فضيلة الشيخ: لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟ والله ﷿ يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأسأل الله - تعالى - لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة، وقولا، وعملا، يقول: الله ﷿: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ . ويقول السائل: إنه دعا الله ﷿ ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله - تعالى - فيها من دعاه بأن يستجيب له والله ﷾ لا يخلف الميعاد. والجواب على ذلك أن للإجابة شروطا لا بد أن تتحقق وهي:
الشرط الأول: الإخلاص لله ﷿ بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله ﷾ بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه عالم بأنه ﷿ قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله ﷾.
الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمسِّ الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله ﷾ وأن الله - تعالى - وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله ﷿ وهو يشعر بأنه مستغن عن الله ﷾ وليس في ضرورة