106

مجموع فتاوی او د فضیلت شیخ محمد بن صالح العثیمین لیکنې

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

خپرندوی

دار الوطن

د ایډیشن شمېره

الأخيرة

د چاپ کال

١٤١٣ هـ

د خپرونکي ځای

دار الثريا

ژانرونه

فتاوی
وقال: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كماله في ذاته وصفاته وأفعاله. وكما أن علو الله تعالى الذاتي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف، فقد دل عليه العقل والفطرة. أما دلالة العقل: فيقال: لا ريب أن العلو صفة كمال، وأن ضده صفة نقص، والله تعالى قد ثبت له صفات الكمال فوجب ثبوت العلو له تعالى، ولا يلزم على إثباته له شيء من النقص، فإنا نقول: إن علوه تعالى ليس متضمنا لكون شيء من مخلوقاته محيطا به، ومن ظن أن إثبات العلو له يستلزم ذلك فقد وهم في ظنه، وضل في عقله. وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى بذاته: فإن كل داع لله تعالى دعاء عبادة، أو دعاء مسألة لا يتجه قلبه حين دعائه إلا إلى السماء، ولذلك تجده يرفع يديه إلى السماء بمقتضى فطرته، كما قال ذلك الهمداني لأبي المعالي الجويني: " ما قال عارف قط: يا رب إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو ". فجعل الجويني يلطم على رأسه ويقول: "حيرني الهمداني، حيرني الهمداني ". هكذا نقل عنه، سواء صحت عنه أم لم تصح، فإن كل أحد يدرك ذلك، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ «أن النبي ﷺ ذكر الرجل يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب» إلى آخر الحديث. ثم إنك تجد الرجل يصلي وقلبه نحو السماء لا سيما حين يسجد. ويقول: "سبحان ربي الأعلى" لأنه يعلم أن معبوده في السماء ﷾. وأما قولهم: "إن الله تعالى عن الجهات الست خال"، فهذا

1 / 130