167

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

ژانرونه

فتاوی

وقوله سبحانه {فاعبد الله مخلصا له الدين} (1) {ألا لله الدين الخالص} (2) والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم، ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها فوجب إخلاصه لله وحده كما قال عز وجل: {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} (3) وقال عز وجل: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} (4) وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم.

لأن (أحدا) نكرة في سياق النهي، فتعم كل من سوى الله سبحانه، وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} (5) وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره ثم قال عز وجل: {فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} (6) فإذا كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين، فكيف بغيره، والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر، كما قال سبحانه: {والكافرون هم الظالمون} (7) وقال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (8)

فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام وغيرها، شرك بالله عز وجل ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها، والدعوة إليها وهذا معنى (لا إله إلا الله) فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده، كما قال الله سبحانه {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} (9)

مخ ۱۵۳