192

مجموع

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

ژانرونه

شعه فقه

إلى قوله: ولأن غرضه - عليه السلام - ترك الخوض فيما دق إذ لم يكلفه الخائض فيه، كالقول في معرفة الباري تعالى عن غير الجهة التي عرفهم منها نفسه، حتى خاضوا في صفات ذاته، وضربوا له الأمثال، وقد نهى الله عن ذلك؛ فقال تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} [النحل:74]، {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون(33)} [الأعراف]، وبالغوا في خلاف ذلك ولم يرضوا حتى تعدوا إلى الكلام في كل ما لا يعلمون ولا يدركون خلافا لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وآله -، وابتداعا وتخرصا ومينا، ورميا بعقولهم وحواسهم من وراء غاياتها ونهاياتها؛ تائهة ضالة حائرة مرتطمة في بحور الجهالات، على غير مثال، وبغير دليل.

فتكلموا في تقضي نعيم أهل الجنة، وما قدرها وهيئتها من التدوير والتربيع حتى تبرأ بعضهم من بعض لأجل الخلاف بينهم فيه، وقالوا بالأصلح، واللطف، والكمون والظهور، وتحديد الأعراض والأجسام والجزء، والطفر، وفي إرادة الله تعالى، وفي علمه، وإدراكه، وما حقيقة المعلوم والمجهول، والمباشرة للفعل والتولد، والمداخلة بين الأجزاء والمجاورة...

مخ ۲۰۷