Majmu'at al-Rasa'il wa al-Masa'il al-Najdiyah (Volume 1)

Group of Authors d. Unknown
79

Majmu'at al-Rasa'il wa al-Masa'il al-Najdiyah (Volume 1)

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول)

خپرندوی

دار العاصمة،الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٣٤٩هـ/النشرة الثالثة

د چاپ کال

١٤١٢هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وشئت قال: "أجعلتني لله ندا قل: ما شاء الله وحده"١، وقال فيما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله "٢، ونهى عن الحلف بغير الله وقال:" من حلف بغير الله فقد أشرك"٣، وقال في مرض موته: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا"٤، وقال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد"٥ رواه مالك في الموطأ. وروى الطبراني عنه ﷺ أنه قال: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله"؛ ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضل الكلام وأعظمه. فأعظم آية في القرآن آية الكرسي: ﴿الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة، من الآية: ٢٥٥]، وقال ﷺ: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة"٦، والإله الذي يأله القلب خشية له وإجلالا وإكراما. ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور، ولا الصلاة عندها؛ وذلك لأن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان تعظيم القبور؛ ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي ﷺ عند قبره لا يتمسح بحجرته، ولا يقبلها، لأن ذلك إنما يكون لأركان بيت الله، فلا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق. كل هذا لتحقيق التوحيد الذي هو أصل الدين، ورأسه الذي لا يقبل الله عملا إلا به، ويغفر لصاحبه، ولا يغفر لمن تركه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النّساء من الآية: ٤٨، و١١٦] . وقال: ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النّساء من الآية: ٤٨] .ولما كان للمشركين سدرة يعكفون عندها، ويسمونها ذات أنواط، فقال بعض الصحابة: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط فقال ﷺ: "الله أكبر إنها السنن. لتركبن سنن من كان قبلكم"٧ فأنكر ﷺ مجرد مشابهتهم. فإذا كان اتخاذ الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله، وهم لا يعبدونها ولا يسألونها،

١ أحمد (١/٢١٤) . ٢ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥)، وأحمد (١/٢٣،١/٢٤،١/٤٧) . ٣ الترمذي: النذور والأيمان (١٥٣٥)، وأبو داود: الأيمان والنذور (٣٢٥١)، وأحمد (٢/٣٤،٢/٦٩،٢/٨٦،٢/١٢٥) . ٤ البخاري: الصلاة (٤٣٦)، ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٩)، والنسائي: المساجد (٧٠٣) والجنائز (٢٠٤٦)، وأحمد (١/٢١٨،٦/٣٤،٦/٨٠،٦/١٢١،٦/١٤٦،٦/٢٢٨،٦/٢٥٢،٦/٢٥٥،٦/٢٧٤،٦/٢٧٥)، والدارمي: الصلاة (١٤٠٣) . ٥ أحمد (٢/٢٤٦) . ٦ أبو داود: الجنائز (٣١١٦)، وأحمد (٥/٢٣٣،٥/٢٤٧) . ٧ مسند أحمد (٥/٢١٨،٥/٣٤٠) .

1 / 68