Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
خپرندوی
دار إحياء التراث العربي
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
إن شاء الله، أو آمنت إن شاء الله، أو أسلمت إن شاء الله، أو أشهد إن شاء الله أن لا إله إلا الله وأشهد إن شاء الله أن محمداً رسول الله، والذين استثنوا من السلف والخلف لم يقصدوا فى الإنشاء وإنما كان استثناؤهم فى أخباره عما قد حصل له من الإيمان فاستثنوا، إما أن الإيمان المطلق يقتضى دخول الجنة وهم لا يعلمون الخاتمة، كأنه إذا قيل للرجل أنت مؤمن، قيل له أنت عند الله مؤمن من أهل الجنة، فيقول أنا كذلك إن شاء الله أو لأنهم لا يعرفون أنهم أتوا بكمال الإيمان الواجب، ولهذا كان من جواب بعضهم إذا قيل له أنت مؤمن آمنت بالله وملائكته وكتبه فيجزم بهذا ولا يعلقه، أو يقول إن كنت تريد الإيمان الذى يعصم دمى ومالى فأنا مؤمن، وإن كنت تريد قوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا) وقوله: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون) فأنا مؤمن إن شاء الله، وأما الاستثناء لم يستثن فيه أحد ولا شرع الاستثناء فيه بل كل من آمن وأسلم آمن وأسلم جزما بلا تعليق.
فتبين أن النزاع فى المسألة قد يكون لفظياً، فإن الذى حرمه هؤلاء غير الذى استحسنه وأمر به أولئك، ومن جزم جزم بما فى قلبه من الحال، وهذا حق لاينافى تعليق الكمال والعاقبة، ولكن هؤلاء عندهم الأعمال ليست من الإيمان فصار الإيمان هو الإسلام عند أولئك.
32