Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
خپرندوی
دار إحياء التراث العربي
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب وقال) : (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) فلفظ المثل يراد به التنظير الذي يقاس عليه ويعتبر به ويراد به مجموع القياس قال سبحانه: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم) أي لا أحد يحييها وهي رميم. فمثل الخالق بالمخلوق في هذا النفي جعل هذا مثل هذا لا يقدر على إحيائها سواء نظمه قياس تمثيل أو قياس شمول كما قد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع، وبين أن معنى القياسين قياس بالشمول وقياس بالتمثيل، وأن المثل المضروب المذكور في القرآن، فإذا قلت النبيذ مسكر وكل مسكر حرام، وأقمت الدليل على المقدمة الكبرى بقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل مسكر حرام، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم قياساً على الخمر لأن الخمر إنما حرمت لأجل الإسكار وهو موجود في النبيذ فقوله: ضرب مثل فاستمعوا له. جعل ما هو من أصغر المخلوقات مثلا ونظيراً يعتبر به فإذا كان أدون خلق الله لا يقدرون على خلقه ولا منازعته فلا يقدرون على خلق ما سواه فيعلم بها من عظمة الخالق، وأن كلما يعبدون من دون الله في السماء والأرض لا يقدرون على ما هو أصغر مخلوقاته وقد قيل أنهم جعلوا الهتم مثلا لله فاستمعوا لذكرها وهذا لأنهم لم يفقهوا المثل الذي ضربه الله، جعلوا المشركين هم الذين ضربوا هذا المثل، ومثل هذا في القرآن قد ضربه الله ليبين أنه لا يقاس المخلوق بالخالق ويجعل له ندا ومثلا كقوله: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم
13