223

واستدل بحديث الباب على استحقاق علي للخلافة دون غيره من الصحابة، فإن هارون كان خليفة موسى، وأجيب بأن هارون لم يكن خليفة موسى إلا في حياته لابعد موته لأنه مات قبل موسى باتفاق أشار إلى ذلك الخطابي.

وقال الطبي: معنى الحديث أنه متصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى وفيه تشبيه مبهم بينه بقوله: إلا أنه لانبي بعدي. فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة مادونها وهو الخلافة، ولما كان هارون المشبه به إنما كان خليفة في حياة موسى، دل ذلك على تخصيص خلافة علي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بحياته، والله أعلم.

قلت: الحمدلله وحده، قد اعترف هؤلاء الحفاظ بوجه دلالة النصوص على الخلافة كما يقوله أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم، وماذكروه من وفاة هارون عليه السلام لايصلح شبهة فضلا عن حجة، فإن موته قبل موسى عليه السلام لايؤثر في استحقاقه لخلافته قطعا وشركته في الأمر، والمعلوم بالنص القرآني حيث جعله شريكه في أمره، وحيث كان أحق الخلق بمقامه، أنه لو عاش لكان هو خليفته، وقد نزل عليا عليه السلام في هذا الاستحقاق وفي هذه الفضيلة منزلته، وهو لفظ عام بدلالة الاستثناء، وقد أكد كونه في جميع منازله باستثنائه للنبوة، وقد دل دلالة قاطعة أنه لو كان بعده صلى الله عليه وآله نبي لكان علي نبيا، فكيف يجوز أن يستحق مقامه صلى الله عليه وآله وسلم غيره، وهذا واضح، ولعمر الله إن مثل ذلك لايخفى على هؤلاء النظار، ولكن لهوى النفوس سريرة لاتعلم.

والحق أبلج والبرهان متضح .... وبيننا محكم التنزيل والسور

نعم قال في الفتح: وقد أخرج المصنف من مناقب علي أشياء في غير هذا الموضع منها حديث عمر: (( علي أقضانا )) وسيأتي في تفسير البقرة، وله شاهد صحيح من حديث ابن مسعود، وعند الحاكم.

مخ ۲۰۵