بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لمن خلق الانسان، وعلمه البيان والتبيان، وأوضح له الهدى والايمان، والصلاة على من خص بالفرقان، والآثار المحمودة الحسان، وآله حجج الرحمن، المطهرين عن الرجس بنص القرآن.
أما بعد:
فلما كان العلم باللغة العربية من الواجبات العقلية، لتوقف العلوم الدينية عليه، وجب على المكلفين معرفته والالتفات إليه، وحيث لا طريق إلى معرفة غير المتواتر منها سوى الآحاد المستفادة من التتبع والاستقراء مست الحاجة إلى ضبط ما هو بالغ في الاتفاق حدا يقرب من الاجماع ويوثق به في الانتفاع.
ولما صنف في إيضاح غير الأحاديث المنسوبة إلى الآل كتب متعددة ودفاتر متبددة، ولم يكن لاحد من الأصحاب ولا لغيرهم من أولي الألباب مصنف مستقل موضح لأخبارنا مبين لآثارنا، وكان جمع الكتب في كل وقت متعبا وتحصيلها عن آخرها معجزا معجبا ووفق الله سبحانه المجاورة لبيته الحرام وللحضرة الرضوية على مشرفها السلام وظفرت هناك وهنالك بعدد عديد من الكتب اللغوية كصحاح الجوهري، والغريبين للهروي، والدر النثير، ونهاية ابن الأثير، وشمس العلوم، والقاموس، ومجمع البحار المأنوس، وفائق اللغة، وأساسها، والمجمل من أجناسها، والمغرب
مخ ۱۹
الغريب، وشرح النهج العجيب، ونحوها من الكتب المرضية والشروح المطلعة على النكت الخفية حداني ذلك على الشروع في تأليف كتاب كاف شاف يرفع عن غريب أحاديثنا أستارها، ويدفع عن غير الجلي منها غبارها.
ثم إني شفعته بالغرائب القرآنية والعجائب البرهانية ليتم الغرض من مجموعي الكتاب والسنة لمن رام الانتفاع بهما، ويتحصل المطلوب فيه من كل منهما، إذ لا يجد الجلم (1) كل واجد، وليس العلم مخصوصا منهما بواحد.
ثم إني اخترت لترتيبه من الكتب الملاح ما أعجبني ترتيبه من كتاب الصحاح، غير أني جعلت بابي الهمزة والألف بابا واحدا ليكون التناول أسهل، والانتشار أقل.
وحين تم التأليف صببته في قالب الترصيف، معلما لكل حرف من حروف الهجاء كتابا، ولكل كتاب أبوابا، باذلا فيه جهدي، مغنيا فيه كدي، طالبا فيه رضي ربي، إنه وليي وحسبي. وسميته ب (مجمع البحرين ومطلع النيرين).
مخ ۲۰
ا، أ الألف المفردة على ضربين: لينة ومتحركة، واللينة تسمى " ألفا " والمتحركة تسمى " همزة "، والألف قد تكون منقلبة عن الواو كغزا أو عن الياء كرمى (1)، وقد لا تكون كذلك كإلى وإذا وحتى، وقد تكون من حروف المد واللين والزيادات، وقد تكون في الأفعال ضمير الاثنين كفعلا ويفعلان، وتكون في الأسماء علامة الاثنين ودليلا على الرفع نحو " رجلان ".
والهمزة قد ينادى بها تقول: " أزيد أقبل " إلا أنها للقريب دون البعيد لأنها مقصورة، وقد تزاد في الكلام للاستفهام تقول: " أزيد عندك أم عمرو ".
فان اجتمعت همزتان فصلت بينهما بألف، قال ذو الرمة (2):
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آ أنت أم أم سالم والهمزة أصل أدوات الاستفهام ولهذا اختصت بأحكام:
مخ ۲۱
أحدها: جواز حذفها - سواء تقدمت على أم كقول عمر بن أبي ربيعة:
* بسبع رمين الجمر أم بثمان * (1) أم لم تقدم كقوله:
* أحيا وأيسر ما قاسيت قد قتلا * الثاني: أنها ترد لطلب التصور نحو " أزيد قائم أم عمرو " ولطلب التصديق نحو " أزيد قائم وهل مختصة بطلب التصديق نحو " هل قام زيد " وبقية الأدوات مختصة بطلب التصور نحو " من جاءك " و " ما صنعت " و " كم مالك " و " أين بيتك " و " متى سفرك ".
الثالث: أنها تدخل على الاثبات - كما تقدم - وعلى النفي نحو (ألم نشرح لك صدرك).
الرابع: تمام التصدير بها، وذلك أنها إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بثم قدمت على العاطف، تنبيها على أصالتها في التصدير نحو (أو لم ينظروا)، (أفلم يسيروا)، (أثم إذا ما وقع آمنتم به) وأما أخواتها فتتأخر عن العاطف - كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة - نحو:
(وكيف تكفرون)، (فأين تذهبون)، (فأنى تؤفكون)، (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)، (فأي القريقين أحق بالأمن)، (فما لكم في المنافقين فئتين) - هذا هو مذهب سيبويه وعليه الجمهور.
وزعم جماعة - منهم الزمخشري -: أن الهمزة في تلك المواضع في محلها الأصلي، وأن العطف على جملة مقدرة بينها وبين العاطف، والتقدير " أمكثوا فلم يسيروا "، " أنهملكم فنضرب عنكم الذكر صفحا "، " أتؤمنون به في حياته فإن مات أو قتل انقلبتم "، " أنحن مخلدون فما نحن بميتين ". وهو تكلف بما لا حاجة إليه.
وقد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي.
فتكون للتسوية نحو قوله تعالى: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم).
وللانكار الابطالي، فتقتضي بطلان
مخ ۲۲
ما بعدها وكذب مدعيه نحو (أفأصفاكم ربكم بالبنين).
وللانكار التوبيخي، فيقتضي أن ما بعدها واقع وفاعله ملوم نحو: (أفتعبدون ما تنحتون).
وللتقرير، ومعناه حملك المخاطب على الاقرار والاعتراف بأمر استقر ثبوته عنده أو نفيه، ويجب أن يليها الشئ المقر به، تقول في التقرير بالفعل: " أضربت زيدا " وبالفاعل: " أأنت ضربت زيدا " وبالمفعول: " أزيدا ضربت ".
وللتهكم نحو (أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا).
وللأمر نحو (أأسلمتم).
وللتعجب نحو (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل).
وللاستبطاء نحو (ألم يأن للذين آمنوا).
والهمزة على ضربين: ألف وصل وألف قطع، فكل ما يثبت في الوصل فهو ألف القطع وما لم يثبت فهو ألف الوصل.
وألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام، وقد تكون أصلية مثل " أخذ " و " أمر ".
وفي التنزيل (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها) قال بعض المفسرين:
الهمزة في " أو لما " للتقرير والتقريع، دخلت على الواو العاطفة على محذوف، تقديره: (أ) فعلتم كذا من الفشل والتنازع (ولما أصابتكم مصيبة) بأحد، الآية أ ب ب قوله تعالى: (وفاكهة وأبا) [80 / 31] الأب في كلام اللغويين: ما رعته الأغنام، وهو للبهائم كالفاكهة للانسان (1).
أ ب ت يقال أبت يومنا يأبت: إذا اشتد حره - قاله الجوهري.
أ ب د في حديث الحج: قال له سراقة بن مالك: أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: لا بل لابد الآبد (2).
مخ ۲۳
أي هذه لآخر الدهر، والأبد: الدهر، والجمع آبآد مثل سبب وأسباب.
والأبد: الدهر الطويل الذي ليس بمحدود.
وإذا قلت " لا أكلمه أبدا " فالأبد هو من لدن تكلمت إلى آخر عمرك.
والتأبيد: التخليد، ومنه " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا " أي مخلدا إلى آخر الدهر.
والأبد: الدوام، ومنه يجزي التحري أبدا: أي دائما.
وأبد يأبد بالكسر أبودا: أقام به.
أ ب ر في الحديث " من ابتاع نخلا بعد أن يؤبر فثمرتها للبائع " التأبير: تلقيح النخل واصلاحه، على ما هو معروف بين غراس النخيل، يقال أبرت النخلة أبرأ من بابي ضرب وقتل: لقحته، والاسم منه الابار بالكسر.
وأبرته تأبيرا، مبالغة وتكثير، ومنه " خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة " أي ملقحة.
ومنه حديث علي عليه السلام في الخوارج " لا بقي منكم آبر " (1) أي رجل يقوم بتأبير النخل واصلاحه، فهو اسم فاعل. ويروى " آثر " بالثاء المثلثة أي مخبر.
و " الإبرة " بالكسر معروفة.
وإبرة العقرب: شوكتها.
وفي الخبر " المؤمن كالشاة المأبورة " أي التي أكلت الإبرة في علفها فنشبت في جوفها، فهي لا تأكل وإن أكلت شيئا لم يتمحد به.
وفي حديث علي عليه السلام " لست بمأبور في ديني " أي لست بمتهم في ديني.
أ ب ض الإباضية فرقة من الخوارج، أصحاب عبد الله بن إباض التميمي.
و " أباض " اسم موضع (2).
مخ ۲۴
أ ب ط في الخبر " كانت رويته التأبط " وهو أن يدخل الثوب تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر.
والإبط كحمل: ما تحت الجناح يذكر ويؤنث، والجمع آباط كأحمال.
ومنه " تأبط شرا " وزعموا كان السيف لا يفارقه (1).
أ ب غ " أباغ " بالضم موضع بين الكوفة والرقة (2).
أ ب ق قوله تعالى: (إذ أبق إلى الفلك المشحون) [37 / 140] أي هرب إلى السفينة.
ومنه الحديث " إن بني تغلب أبقوا من الجزية " يعني هربوا.
ومنه أبق العبد إباقا من بابي تعب، وقتل في لغة، والأكثر من باب ضرب:
إذا هرب من سيده من غير خوف ولا كد عمل.
والإباق بالكسر: اسم منه فهو آبق والجمع الاباق ككافر وكفار.
أ ب ل قوله تعالى (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) [105 / 3] أي جماعات في تفرقة أي حلقة حلقة.
واحدها أبول وأبيل بالكسر فيهما.
وعن الأخفش جاءت إبلك أبابيل
مخ ۲۵
أي فرقا وطير أبابيل.
قال وهذا يجئ في معنى التكثير.
ويقال هو جمع لا واحد له.
ويقال في طير أبابيل هو طير يعيش بين السماء والأرض ويفرخ ولها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب وقيل هي طير خضر خرجت من لجة البحر لها رؤوس كرؤس السباع.
وقيل كالوطاويط.
وقال عباد بن موسى: أظنها الزرازير.
قوله (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) [88 / 17] الإبل بكسرتين لا واحد لها من لفظها.
وربما قالوا إبل بسكون الباء للتخفيف.
ويقال للذكر والأنثى منها بعير ان أجذع وهي مؤنثة لان أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم.
و " تأبل آدم عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عاما لا يصيب حواء " أي امتنع من غشيانها.
أ ب ن في الحديث " أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله " أي حينه ووقته.
وإيان الشئ بالكسر والتشديد:
وقته. يقال " كل الفواكه في إبانها " ومنه فيأتيني إبان الزكاة.
والمأبون: المعيب.
والابنة: العيب.
ولا يؤبن: لا يعاب.
والابنة بالضم: العقدة في العود أ ب ه في الدعاء " كم من ذي أبهة جعلته حقيرا " الأبهة بضم الهمزة والتشديد:
العظمة والكبر والبهاء، يقال تأبه الرجل تأبها: إذا تكبر.
أ ب و قوله تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم) جعل إبراهيم أبا للأمة كلها، لان العرب من ولد إسماعيل وأكثر العجم من ولد إسحاق، ولأنه أبو رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أب لامته، فالأمة في حكم أولاده، ومثله قوله: (وإله آبائك إبراهيم
مخ ۲۶
وإسماعيل وإسحق) أضيف الأب إليهما لأنه من نسلهما (1).
وقد تجعل العرب العم أبا والخالة أما، ومنه قوله تعالى: (ورفع أبويه على العرش) يعني الأب والخالة، وكانت أمه راحيل قد ماتت (2).
قوله: (أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) قال الشيخ أبو علي (ره): أخبر سبحانه عن الكفار منكرا عليهم (أو لو كان آباؤهم) أي يتبعون آباءهم فيما كانوا عليه من الشرك وعبادة الأوثان، وإن كان آباؤهم (لا يعلمون شيئا) من الدين (ولا يهتدون) إليه.
وفي هذه الآية دلالة على فساد التقليد وأنه لا يجوز العمل به في شئ من أمور الدين إلا بحجة، وفيها دلالة على وجوب المعرفة وأنها ليست ضرورية، لأنه سبحانه بين الحجاج عليهم ليعرفوا صحة ما دعاهم الرسول إليه، ولو كانوا يعرفون الحق ضرورة لم يكونوا مقلدين لآبائهم.
و " أبوت الصبي أبوا ": غذوته.
وبذلك سمي الأب أبا.
والأب لامه محذوفة وهي واو.
ويطلق على الجد مجازا.
وفى لغة قليلة تشدد الباء عوضا عن المحذوف فيقال: " هو الأب ".
وفى لغة يلزم التقصير مطلقا فيقال:
" هذا أباه " و " رأيت أباه " و " مررت بأباه ".
وفى لغة الأقل يلزمه النقص مطلقا، فيستعمل استعمال " يد " و " دم ".
والأبوة: مصدر من الأب، مثل الأمومة والاخوة والعمومة والخؤولة.
والأبوان: الأب والأم.
مخ ۲۷
وإذا جمعت الأب بالواو والنون قلت: " أبون ".
قال الجوهري: وعلى هذا قرأ بعضهم:
(وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل وإسحق) يريد جمع " أب " أي أبينك، فحذفت النون للإضافة.
والنسبة إلى أب " أبوي ".
وفى الحديث: " بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله " وهذه الباء يسميها بعض النحاة باء التفدية يحذف فعلها في الغالب، والتقدير: " نفديك بآبائنا وأمهاتنا ".
وهي في التحقيق باء العوض نحو " خذ هذا بهذا ".
قال بعض المحققين: وعد منه قوله تعالى: (أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون "، ثم قال: ويمكن جعل الباء في الحديث للمعية أيضا والمعنى: " نحن فداء مع آبائنا وأمهاتنا ".
وقولهم: " يا أبة أفعل " يجعلون علامة التأنيث عوضا عن ياء الإضافة، كقولهم في الأم: " يا أمة ".
قال الجوهري: تقف عليها بالهاء إلا في القرآن فإنك تقف بالياء.
وفي الحديث: " لله أبوك ". قيل:
الأصل فيه أنه إذا أضيف شئ إلى عظيم اكتسي عظما كبيت الله، فإذا وجد من الولد ما يحسن موقعه قيل: " لله أبوك " للمدح والتعجب، أي لله أبوك خالصا حيث أتى بمثلك.
ومثله: " لله درهم " فإنه دعاء لهم بالخير، بخلاف " لله أبوهم " فقيل: هو تهزؤ، وقيل: تعجب منهم وليس بدعاء وقولهم: " لا أبا لك " قد يكثر في المدح، أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر في الذم ك " لا أم لك "، وقد يذكر في التعجب، وبمعنى جد في الامر وشمر، لان من له أب اتكل عليه. واللام زيدت لتأكيد الإضافة كما زيدت في قوله تعالى: (يريد الله ليبين لكم ) مؤكدة لإرادة التبيين.
وقد يقال: " لا أباك " بترك اللام.
وأبي - بضم الهمزة وتشديد الياء -:
مخ ۲۸
اسم رجل من القراء، ومنه: " نحن نقرأ على قراءة أبي " وأنكروا قراءة ابن مسعود لأنه ضال (1).
والأبواء - بفتح أوله وسكون ثانيه والمد أخيرا: مكان بين الحرمين عن المدينة نحوا من ثلاثين ميلا. نقل أنه مولد أبي الحسن موسى - عليه السلام - (2) وفيه قبة آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله. سمي بذلك لتبوء السيل ونزوله فيه.
أ ب ى وفي الحديث: " كلكم في الجنة إلا من أبى " أي امتنع وترك الطاعة التي يستوجب بها الجنة.
ومثله: " الملا أبوا علينا " اي امتنعوا من إجابتنا إلى الاسلام.
ومنه حديث علي (ع) - وقد جمع ولده للوصية وكانوا اثنى عشر ذكرا -:
" إن الله عز وجل أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب ".
ومنه: " أبى الله أن يعبد إلا سرا " أي كره ذلك في الدولة الظالمة دولة الشيطان، وذلك لان الدولة دولتان:
دولة الشيطان ودولة الرحمن. فإذا كانت العبادة سرا فالدولة دولة الشيطان، وإذا كانت العبادة جهرا فالدولة دولة الرحمن.
أ ت م في الحديث " ذكر المأتم " هو على مفعل بفتح الميم والعين، وهو - عند العرب -:
اجتماع النساء في الخير والشر، و - عند العامة -: المصيبة. تسمية للحال باسم المحل، يقال: " كنا في مأتم فلان " قال الجوهري: والصواب " في مناحة فلان " وقيل المأتم: مجتمع الرجال والنساء في الغم والفرح، ثم خصص به اجتماع النساء للموت. وقيل هو للثواب منهن.
وأتم بالمكان يأتم أتوما من باب تعب - لغة -: أقام.
مخ ۲۹
واسم المصدر والزمان والمكان:
" مأتم " على مفعل، والجمع: مآتم.
أ ت ن الأتان بالفتح: الأنثى من الحمير، ويجتمع في القلة على آتن مثل عناق وأعنق، وفي الكثرة على أتن وأتن بضمتين وأما قول الشاعر:
فهل أنت إن ماتت أتانك راحل إلى آل بسطام بن قيس فخاطب فعلى الاستعارة، والمراد الزوجة، والوجه في فخاطب، الرفع لكنه جر للمجاورة.
أ ت ى قوله: (أتت أكلها ضعفين) أي أعطت ثمرتها ضعفي غيرها من الأرضين.
قوله: (وآتوا الزكاة ) أي أعطوها، يقال: " أتيته " أي أعطيته.
وأتيته - بغير مد - أي جئته.
قوله: (آتنا غداءنا) أي إئتنا به.
قوله: (وآتوهم ما أنفقوا) أي أعطوا أزواجهن ما أنفقوا، أي ادفعوا إليهم المهر.
قوله: (وآتاهم تقويهم) أي جازاهم.
قوله: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) أي ما ينظر هؤلاء إلا أن تأتيهم ملائكة الموت أو العذاب أو يأتي ربك، أي كل آيات ربك، بدلالة قوله: (أو يأتي بعض آيات ربك) يريد آيات القيامة والهلاك الكلي، وبعض الآيات أشراط الساعة.
كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك، (يوم يأتي بعض آيات ربك) التي يزول التكليف عندها (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت) أي لا ينفع الايمان حينئذ نفسا لم تقدم إيمانها من قبل ظهور الآيات - قاله الشيخ أبو علي (ره).
قوله: (حتى تأتينا بقربان تأكله النار) أي تشرع لنا تقريب قربان تأكله النار.
قوله: (أتى أمر الله) اي أتى وعدا
مخ ۳۰
التأنيث عوضا عن ياء الإضافة، كقولهم " أتاك الامر وهو متوقع ".
قوله: (أتينا طائعين) أي جئنا طائعين، وقرأ ابن عباس بالمد فيكون المعنى: " أعطينا الطاعة.
قال الشيخ محمد بن محمد بن النعمان (ره):
هو سبحانه وتعالى لم يخاطب السماء بكلام ولا السماء قال قولا مسموعا، وإنما أراد انه عمد إلى السماء فخلقها ولم يتعذر خلقها عليه، وكأنه لما خلقها قال لها وللأرض:
" ائتيا طوعا أو كرها " فلما فعلتا بقدرته كانتا كالقائلتين: " أتينا طائعين "، ومثل ذلك كثير في محاورات العرب.
قوله: (أتى الله بنيانهم من القواعد) اي أتى مكرهم من اصله، وهو تمثيل لاستيصالهم، والمعنى انهم فعلوا حيلا ليمكروا الله بها فجعل الله هلاكهم في تلك الحيل، كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين وأتى البنيان من الأساطين بأن ضعفت فسقط عليهم السقف فهلكوا.
وفي التفسير: أراد صرح نمرود.
قوله: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) الضمير للقرآن، اي ليس فيه ما لا يطابق الواقع لا في الماضي ولا في الحال - كذا روي عن أهل البيت عليهم السلام (1).
قوله: (وأوتوا به متشابها) اي يشبه بعضه بعضا، فجائز أن يشتبه في اللون والخلقة ويختلف بالطعم، وجائز أن يشتبه بالنبل والجودة فلا يكون فيه ما يفضله غيره قوله حكاية عن الشيطان: (ثم لآتينهم من بين أيديهم) الآية، اي لآتينهم من الجهات الأربع التي يأتي العدو منها في الغالب، وهذا مثل لوسوسته إليهم على كل وجه يقدر عليه.
وعن الباقر (ع) قال: (لآتينهم من بين أيديهم) يعني أهون عليهم أمر الآخرة (ومن خلفهم) آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم (وعن أيمانهم) أفسد عليهم امر دينهم بتزيين
مخ ۳۱
الضلالة وتحسين الشبهة (وعن شمائلهم) بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم (1).
وعن بعض المفسرين: إنما دخلت " من " في القدام والخلف و " عن " في الشمال واليمين لان في القدام والخلف معنى طلب النهاية وفي اليمين والشمال الانحراف عن الجهة.
قوله: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) اي يعطون ما أعطوا.
وقرئ (يؤتون ما أتوا) بغير مد، اي يفعلون ما فعلوا (وقلوبهم وجلة) اي يعملون العمل وهم يخافونه ويخافون لقاء الله.
وفى الحديث عن الصادق (ع): " ما الذي أتوا به أتوا - والله - بالطاعة مع المحبة والولاية وهم مع ذلك خائفون أن لا يقبل منهم، وليس - والله - خوفهم شك فيما هم فيه من إصابة الدين ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في المحبة والطاعة " (2).
والمأتي: الآتي (3). ومنه قوله تعالى:
(وكان وعده مأتيا).
وفى حديث المكاتب عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) قال: " تضع عنه من نجومه التي لم تكن تريد أن تنقصه منها.. " الحديث (4).
وفي حديث آخر: " يضع عنه مما
مخ ۳۲
يرى أن يكاتبه عليه ".
وفى كلام بعض المحققين: يجب على المولى إعانته من مال الزكاة لقوله تعالى:
(وآتوهم) الآية، لان مال الله هو الزكاة على ما هو المعروف ضد الاطلاق، والامر للوجوب، ولا يضر تطرق الاحتمال، لان الوجوب المستفاد من الامر كالقرينة على إرادته.. انتهى وفي المسألة أقوال: الوجوب مطلقا، والعدم مطلقا، والوجوب من الزكاة للمطلق دون المشروط.
وفى الحديث: " من هنا أتيت " اي من هنا دخل عليك البلاء - قاله المطرزي في المغرب.
وفيه: " ليأتين على الأمة كذا " اي ليغلبن عليهم ذلك، بقرينة " على " المشعرة بالغلبة المؤذنة بالهلاك.
واتى الرجل يأتي إيتاءا: جاء.
والاتيان الاسم منه.
و " أتيتك في الحديث على وجهه " اي جئتك به على مساقه تاما من غير تغيير ولا حذف.
واتيت تستعمل لازما ومتعديا.
وأتى يأتوا أتوا: لغة فيه.
و " أتى عليه الدهر " أهلكه.
و " تأتي له الامر " تسهل وتهيأ.
و " أتى الرجل أمه " زنا بها، والحائض: جامعها.
و " جاءهم سيل أتي " - بفتح اوله وتشديد آخره -: وأتاوي أيضا، اي سيل لم يصبه مطره.
والمواتاة: حسن المطاوعة والموافقة، وأصله الهمزة وخفف وكثر حتى صار يقال بالواو الخالصة.
ومنه الحديث: " خير النساء المواتية لزوجها ".
و " مأتى الامر " - بفتح ما قبل الآخر -: وجهه الذي يؤتى منه.
وفي حديث الدبر: " هو أحد المأتيين فيه الغسل " هو بفتح التاء الفوقانية وتخفيف الياء التحتانية. (*)
مخ ۳۳
أ ث ث قوله تعالى: (هم أحسن أثاثا ورئيا) [19 / 74] الأثاث: متاع البيت، وعن الفراء لا واحد له من لفظه، وعن ابن زيد الأثاث المال أجمع الإبل والغنم والعبيد والمتاع، الواحدة " أثاثة " وقيل الأثاث ما يلبس ويفترش، والجمع أثة وأثث.
وفي تفسير علي بن إبراهيم قال: يعني به الثياب والأكل والشرب. وفي رواية الباقر قال: الأثاث المتاع (1).
أ ث ر قوله تعالى: (فقبضت قبضة من أثر الرسول) [20 / 96] المعنى من أثر فرس الرسول، روي أن موسى عليه السلام لما حل ميعاده وذهابه إلى الطور أرسل الله جبرئيل راكب خيروم فرس الحياة ليذهب به، فأبصره السامري فقال: إن لهذا شأنا، فقبض قبضة من موطئه، فلما سأله موسى عن ذلك قال ذلك. وتوضيح القصة في محالها.
قوله: " آثرك الله علينا: أي فضلك الله علينا، من قولهم: له عليه إثرة " أي فضل.
قوله: " إثارة من علم تؤثر عن الأولين " أي تستند إليهم أو علم مأثور .
قوله: (سنكتب ما قدموا وآثارهم) [36 / 12] السين فيها وفي نظائرها للتأكيد، وآثارهم أي ما قدموا من الاعمال وما سنوه بعدهم حسنة كانت أو قبيحة، ومثله (علمت نفس ما قدمت وأخرت) وقيل (آثارهم) أي أقدامهم في الأرض، أراد مشيهم إلى العبادة.
وآثار الاعمال: ما بقي منها. ومنه قوله تعالى: (فانظر إلى آثار رحمة الله) [30 / 50] أي ما بقي منها.
قوله: (وإنا على آثار هم مقتدون) [43 / 23] أي على سنتهم في الدين.
قوله: (هم أولاء على أثري) [20 / 84] هو من قولهم " خرجت في أثره " بفتحتين، وفى إثره بكسر الهمزة فالسكون أي تبعته عن قريب.
قوله: (إن هذا إلا سحر يؤثر) [74 / 24] أي ما تقوله سحر يؤثر
مخ ۳۴
وينقل عن أهل بابل.
قوله: (ويؤثرون على أنفسهم) [59 / 9] أي يقدمون على أنفسهم، من قولهم " آثره على نفسه: قدمه وفضله.
قوله: (بل تؤثرون الحياة الدنيا) [87 / 16] أي تقدمونها وتفضلونها على الآخرة. قال الشيخ أبو علي قرأ أبو عمر وغيره بالياء التحتانية والباقون بالتاء على الخطاب.
وقال في قوله: (فأثرن به نقعا) [100 / 4] بتشديد الثاء وهو من التأثير فالهمزة فاء الفعل، فأثرن بالتخفيف من الإثارة. والنقع: الغبار.
وفي الحديث " إذا دخل شهر رمضان فهو المأثور " أي المقدم المفضل على غيره من الشهور.
والأثر بالضم: أثر الجراح يبقى بعد البرء.
وسنن النبي صلى الله عليه وآله آثاره.
وأثرت الحديث أثرا من باب قتل:
نقلته. و " الأثر " بفتحتين الاسم منه.
وحديث مأثور: ينقله خلفا عن سلف.
وأثر الدار: بقيتها، والجمع آثار مثل سبب وأسباب.
وفي حديث وصفهم عليهم السلام " آثاركم في الآثار وقبوركم في القبور " ونحو ذلك، ولعل المراد بذلك شدة الامتزاج بهم والاختلاط معهم.
وفي الخبر " فبعث في آثارهم " أي فبعث الطالب وراءهم.
وفيه " من سره أن يبسط الله في رزقه وينسئ في أثره فليصل رحمه " الأثر:
الاجل، سمي به لأنه يتبع العمر.
ومنه قولهم " قطع أثره " أي أجله، لان من مات لم يبق له أثر.
واستأثر فلان بالشئ: استبد به، والاسم الأثرة بالتحريك.
وفي الخبر " إنه قال صلى الله عليه وآله للأنصار ستلقون بعدي أثرة فاصبروا " الأثرة بفتح الهمزة والثاء الاسم من أثر يؤثر إيثارا: إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفئ.
والاستيثار: الانفراد. وفي خبر من مر عليه وهو يصلي " قطع الله أثره " دعاء عليه بالزمانة ليقطع مشيته.
مخ ۳۵
والتأثير: إبقاء الأثر في الشئ.
واستأثر الله بفلان: إذا مات ورجى له الغفران - قاله الجوهري.
والمأثرة بالضم: المكرمة لأنها تؤثر ويتحدث بها.
أ ث ك ل في حديث الحد " فجلد بأثكول " وفي رواية " بأثكال ".
وهما لغتان في عثكال والعثكول، وهو عذق النخلة بما فيه من الشماريخ والهمزة بدل من العين.
أ ث ل قوله تعالى (وأثل) [34 / 16] الأثل شجر شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه.
الواحدة أثلة كبقلة، والجمع أثلاث.
وفي الخبر " إن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله كان من أثل الغابة " والغابة غيضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أميال من المدينة.
والتأثيل: التأصيل.
ومنه المجد المؤثل.
وتأثل الشئ: تأصل وتعظم.
وتأثلت الشئ: جمعته.
ومنه الدعاء " تأثلت علينا لو أحق المين " أي اجتمعت.
أ ث م قوله تعالى: (يلق أثاما) [25 / 68] أي عقوبة والآثام جزاء الاثم.
قوله: (كفار أثيم) [2 / 276] أي متحملا للاثم.
والأثيم، الآثم قوله: (طعام الأثيم [44 / 44] الأثيم هنا: الكافر قوله: (والاثم والبغي) [7 / 32] قيل: الاثم ما دون الحسد وهو ما يأثم الانسان بفعله. والبغي الاستطالة على الناس، وقيل الاثم الخمر، والبغي الفساد، يقال " شربت الاثم حتى ضل عقلي ".
وأثمه: نسبه إلى الاثم، قال تعالى:
(لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) [56 / 25].
وفي الحديث ". لا يتأثم ولا يتحرج " هو من قبيل عطف التفسير، أي لا يجعل نفسه آثما بكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله.
والمأثم: الامر الذي يأثم به الانسان
مخ ۳۶
وفي حديث علي عليه السلام للحسن عليه السلام في ابن ملجم " ضربة بضربة ولا تأثم " أي لا إثم عليك بذلك، فإن القصاص حق أمر الله تعالى به.
وفي الحديث " لا ينزل أحدكم على أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: لا يكون عنده ما ينفق عليه " يعني فيوقعه في الاثم.
أج ج قوله تعالى: (لو نشاء جعلناه أجاجا) [56 / 70] الأجاج: المالح المر الشديد الملوحة، يقال: أج الماء يؤج أجوجا إذا ملح واشتدت ملوحته.
قوله تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) [21 / 96] يهمزان ولا يهمزان، فمن همزهما جعلهما مشتقين من " أجة البحر " وهو شدته وقوته، ومنه " أجيج النار " وهو توقدها وحرارتها، سموا بذلك لشدتهم وكثرتهم والأكثرون على أنهما اسمان أعجميان غير مشتقين، فلذلك لا يهمزان ولا يصرفان للعجمة والتعريف.
قيل هم من أولاد آدم عليه السلام وحواء وهو قول أكثر العلماء، وقيل من ولد آدم من غير حواء (1) فيكونون إخواننا من الأب، وقيل هم من ولد يافث بن نوح، وعن الضحاك هم من الترك.
وفي الخبر عنه عليه السلام: " يأجوج أمة لها أربعمائة أمير، وكذلك مأجوج، لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف فارس من ولده، صنف منهم طوله مائة وعشرون ذراعا، وصنف يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا خنزير إلا أكلوه، ويأكلون من مات منهم، مقدمهم بالشام وسالفهم بخراسان يشربون أنهار المشرق، ويمنعهم الله من مكة والمدينة وبيت المقدس " (2).
وعن علي عليه السلام: يأجوج ومأجوج صنف منهم في طول شبر، وصنف منهم مفرط الطول، لهم مخالب الطير وأنياب
مخ ۳۷
السباع وتداعى الحمام وتسافد البهائم وعواء الذئب، وشعور تقيهم الحر والبرد وآذان عظام.
وعن بعض المؤرخين: يأجوج ومأجوج أمتان عظيمتان، وقيل يأجوج اسم للذكران ومأجوج اسم للإناث.
وفي بعض الاخبار: إن يأجوج ومأجوج اثنان وعشرون قبيلة الترك قبيلة واحدة منها، كانت خارج السد لما ردمه ذو القرنين، فأمر بتركهم خارج السد فلذلك سموا تركا.
فقال القوم لذي القرنين: (هل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا؟ فقال ذو القرنين: ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة)، يريد لست طالبا منكم. جعلا على ذلك ولكن أعينوني بالآلة والعدة من الصخر والحديد والنحاس (أجعل بينكم وبينهم ردما) لا يقدرون على مجاوزته حتى يأتي وعد الله فيجعله دكا ويخرجون منه.
وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
يفتح سد يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس، كما قال تعالى: (وهم من كل حدب ينسلون) فيغشون الأرض كلها ويجتاز المسلمون إلى حصونهم ويضمون إليهم مواشيهم فيشربون مياه الأرض، فيمر أوائلهم بالنهر فيشربون ما فيه ويتركونه فيمر به من بعدهم ويقولون: لقد كان هنا مرة ماء، ولا يبقى أحد من الناس إلا من كان في حصن أو جبل شامخ، فيقول قائلهم: لقد فرغنا من أهل الأرض وقد بقي من في السماء.
ثم يهز أحدهم حربته فيرمي بها نحو السماء فترجع إليهم مخضوبة بدم، فيقولون:
قد قتلنا أهل السماء، فبيناهم كذلك إذ سلط الله عليهم دودا مثل النغف، فيدخل في آذانهم وينقب أعناقهم فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس ولا حركة.
وروي أن الأرض تنتن من جيفهم فيرسل الله تعالى مطر السيول فتحمل جيفهم إلى البحار.
والأجيج: تلهب النار، يقال:
أجت النار تؤج أجيجا: توقدت.
والأج: الاسراع والهرولة. ومنه حديث علي عليه السلام " فأعطاه الراية
مخ ۳۸