============================================================
كتاب " حلية الأولياء" كتاب "الحلية" كتاب نافع وممتع في آن واحد، ويسد فراغا في المكتبة الإسلامية، ويكاد يتفرد في ذلك.
ولمعرفة منهج الكتاب.. فإن "حلية الأولياء" كتاب في تراجم الزهاد، والعباد، والصالحين، وقد بنى المؤلف كتابه على أساس الترتيب الزمني بوجه عام، وإن لم يكن قد التزم ذلك الترتيب باطراد..
بدأ المؤلف بالعشرة المبشرين بالجنة، ثم أورد زهاد الصحابة، ثم أهل الضفة، ثم التابعين، وتابعيهم، ثم من يليهم إلى عصره، ولكنه لم يذكر أعلامه كلهم مرتبين على درجات الفضل، ولا على المواليد، ولا على الوفيات، ولا على البلدان، وخصوصا في أواخر الكتاب، فلا يكاد الباحث يهتدي إلى موضع الرجل الذي يريد إلا بعناء، وقد علل ذلك بأنه لا يريد أن يستفاد من هذذا الترتيب تقديم فرد على فرد.
خصائص كتاب "حلية الأولياء" : لكتاب "الحلية" محاسن كثيرة، نذكر منها : في هذا الكتاب يرى الإنسان مثلا عليا فاضلة، يعز وجودها في دنيا الواقع، وهلذه الخاصية من أهم خصائص هذذا الكتاب ؛ ذلك لأن الإنسان - عمومأ والخير المتدين بخاصة يحب أن يعيش ولو لمدة يسيرة في مستوى رفيع سام مع الذرى والقمم، وإن لم يتيسر له ذلك.. فهو حريص على أن يقرأ أخبارهم ، ويصغي إلى كلماتهم .
إنه يريد أن يحيا في فكره، وبينه وبين نفسه مع أخبار هدؤلاء الناس الأفاضل، الذين يخيون الحياة المستقيمة النظيفة، ما دام لا يستطيع أن يراهم في عالم الواقع، وكلما فسد الزمان ، وقل الصالحون . . ازداد تعلق الطيبين بأخبار هلؤلاء وتتبع أحوالهم.
ومن هنا كان هذا الكتاب محل إعجاب كثير من الناس، حتى أضحى كثير مما فيه غذاء للأرواح نافعا .
مخ ۳۵