============================================================
وقال الحافظ أبو نعيم - رحمه الله- : لما كان يوم آحد.. جاء آبو سفيان بن حرب فقال : آفيكم محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تجيبوه"، ثم قال : أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه ، ثم قال الثالثة : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه - قالها ثلاثا - ثم قال : أفيكم ابن الخطاب ؟ - قالها ثلاثا - فلم يجيبوه، فقال : آما ملؤلاء.. فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه، فقال : كذبت يا عدو الله، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنا أحياء، ولك منا يوم سوء، فقال : يوم بيوم بدر، والحرب سجال، ثم قال أبو سفيان : أغل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أجيبوه"، قالوا : يا رسول الله؛ وما نقول؟ قال: "قولوا : الله أعلى وأجل" ، قال : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أجيبوه"، فقالوا : يا رسول الله؛ ما نقول؟ قال : "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" انتهي ("الحلية "39-38/1] .
قال مؤلفه محمد بن الحن - عفا الله عنهما - : هذذا الحديث اتفرد بإخراجه البخاري وروي عن عكرمة : أن أبا سفيان بن حرب لما قال : اعل هبل.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب : "قل : الله أعلى وأجل" ، فقال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قل : الله مولانا ولا مولى لكم": واعلم : أن السر في آمر النبي صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عمر أن يخاطب أبا سفيان دون غيره من الصحابة رضوان الله عليهم وجوه : منها : آن عمر رضي الله عنه هو الذي ابتدأ بالرد على أبي سفيان، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غليان قلب عمر وتغيظه على المشركين. . أحب أن يتمم شفاء صدره بتوليته الجواب . انتهن وروى الحافظ أبو نعيم وحمه الله- بإسناده قال : قالت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : يا أمير المؤمنين ؛ لو لبست ثويأ هو الين من ثوبك، واكلت طعاما أطيب من طعامك، فقد وسع الله عليك من الرزق، واكثر من الخير، فقال لها: إني ساخصمك(1) إلى نفسك، أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة (1) كذا في تخة، وفي اخرى : (إني اخصمك )
مخ ۲۰۰