150

مجمع احباب

ژانرونه

============================================================

زاد في رواية أخرى: أنه كان هناك تمائيل مصورة، فنظر سعد إلى إحداها ، وإذا هو يشير باصبعه إلى مكان، فقال سعد : إن لهذا سرآ لم يوضع سدى، فأمرهم آن يحفروا ما يسامت إصبعه، فحفروا، فوجدوا قبالتها كنزا عظيما من كنوز الأكاسرة الأوائل ، فأخرجوا منه أموالا جزيلة، وحواصل باهرة، وتحفا فاخرة، فأخذ المسلمون جميع ما هنالك مما لم ير في الدنيا أعجب منه؛ لأن من جملة ذلك تاج كسري، وهو مكلل بالجواهر التي تحير الأبصار، وكذا منطقته (1)، وسيفه، وسواره، وقباء، وبساط ايوانه مربعا ستين ذراعا في ستين ذراع، من كل جاتب قدر الإيوان سواء، وهو موج بالذهب، مرصع باللآلىء واليواقيت والجواهر التي لم ير مثلها، وفيه مصور جميع ممالك كسري، وسائر بلاده، بأنهارها وأشجارها وقلاعها وسائر حصونها، وصفة الزروع والثمار، وسائر ما في مملكته، فكان إذا جلس عليى كرسي مملكته.. نظر في بلاده بلدا بلدأ، فيسأل عنه وعمن فيه ، فيزيل ما يخبرونه من الظلم ، وقد جعلوا البساط تذكرة للنظر في أمر المملكة ، ولم يزالوا على ذلك إلى أن أخذها المسلمون بأمر الله عز وجل وإذنه وإرادته سبحانه وتعالي، والله سبحانه وتعالن أعلم . انتهن وقال أبو الفرج - رحمه الله - : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يسقط خطام راحلته، فينيخ راحلته، ويأخذه، فيقال له : هلا أمرتنا ؟ فيقول : (إن حجي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني الأ أسال الناس شيئا) .

بويع بالخلافة يوم موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما ولي. استعمل عمر على الحج، ثم حج هو من قابل، ثم اعتمر في رجب سنة اثنتي عشرة، فدخل مكة ضحوة نهارا، فأتى متزله، وأبوه أبو قحافة جالس على باب داره ومعه فتيان يحدثهم، فقيل له: هذا ابنك، فنهض قائما، وعجل آبو بكر آن ينيخ راحلته، فنزل عنها وهي قائمة، وجعل يقول: يا أبت؛ لا تقم، ثم التزمه، وقئل بين عينيه، وأبو قحافة يبكي فرحا بقدومه وجاء والي مكة عتاب بن آسيد ومعه سهيل بن عرو وجماعة، فسلموا عليه سلام الخلافة: سلام عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصافحوه جميعا، فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يسلمون على أبي قحافة، (1) المطقة : مايشد به الوسط:

مخ ۱۵۰