142

مجمع احباب

ژانرونه

============================================================

وكان مما أوصى به إلى يزيد ابن أبي سفيان وهو مشيع له : (إذا قدمت على أهل عملك.. فعدهم الخير، وإذا وعدت.. فأنجز وعدك، ولا تكثرن عليهم الكلام؛ فإن بعضه يسي بعضا، وأصلح نفسك اولا.. يصلح الناس لك، واذا قدم عليك رسول عدوك.. فاكرم نزله؛ فإنه أول خيرك، وأقلل حه عندك حتى يخرج من عندك وهو جاهل بأمرك، وامنع من قبلك من محادئته، وكن أنت الذي تلي كلامه، ولا تجعل سرك مع علانيتك، فيمرح أمرك، وإذا استشرت.. فاصدق الخبر ليصدق لك المشورة، ولا تكتم المستشار شيئا، فتؤتى من قبل نفسك، وإذا بلغك عن العدو عورة.. فاكتمها حتى تواتيها، واستر في عسكرك الأخبار، وأكثر مفاجأتهم في ليلك ونهارك، واصدق اللقاء إذا لقيت ، ولا تجبن فيجبن من سواك...) في كلام طويل اختصرناه.

ومما وقع في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الغرائب واقعة غريبة، وهي : أن الإمام ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي أبا محمد خطيب الأنصار ويقال له أيضا : خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آنه بشره بالجنة، وأنه بشره بالشهادة أيضا، فقتل يوم اليمامة سنة إحدى عشرة شهيدا، وكانت راية الأنصار يومثذ بيده.

وروى الترمذي رحمه الله [3790) بإسناد له على شرط مسلم ، عن آبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ل"نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس" .

ولما نزل قوله تعالى : { إن الله لا يحب كل ثختال فخور) . . اشتد على ثابت بن قيس ، وغلق عليه بابه، وطفق يبكي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله، فأخبره بما كبر عليه منها ، وقال : أنا رجل أحب الجمال، وأنا أشود قومي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة 2، فلما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكأيها الزين م امثوالا ترفعوا أصو تݣم فوق صوت النبي ولا تحهر والله بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعد لكم وأنشر لا تشع ون) . . فعل مثل ذلك(1) ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فلما حضر.. آخبره بما كبر عليه منها، وآنه جهير الصوت، وأنه يتخوف آن يكون ممن حبط عمله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنك لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله (1) أي : أغلق عليه بابه، وطفق يبكي:

مخ ۱۴۲