140

مجمع احباب

ژانرونه

============================================================

ثم نهض بنفسه إلى الجرف، فاستعبر(1) جيش آسامة، وأمرهم بالمسير، وسار معهم ماشيأ، وكان أسامة راكبا، وعبد الرحمان بن عوف يقود راحلة الصديق، فقال أسامة : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال : (والله؛ لست بنازل ولسث براكب) ثم استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم (2)، وكان مكتتبا في جيشه، فأطلقه له، فلهذا كان عمر بعد ذلك لا يلقاه.. إلا قال: السلام عليك أيها الأمير.

زاد في رواية أخرى : أن أبا بكر رضي الله عنه لما كان ماشيا يوصي أسامة بن زيد وكان عبد الرحن بن عوف يقود دابة أبي بكر، فلما قال له أسامة : والله لتركبن. . قال له أبو بكر : (وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله عز وجل؛ فإن للغازي بكل خطوة سبع مثة ويمي عنه سبع مثة سيئة) ثم إن أبا بكر رضي الله عنه جعل يوصي الناس، فقال : (أوصيكم بعشر خصال : لا تخونوا لولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلا ، ولا شيخا، ولا امرأة، ولا تحرقوا نخلا ولا تعقروه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لماكلة ، وسوف تمرون باقوام قد حبسوا أنفسهم بالصوامع.. فدعوهم وما فرغوا تفوسهم له، وستلقون آقواما قد حلقوا اوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصاتب.. فاخفقوهم بالسيوف خفقا) ثم قال لأسامة : (ابدأ بما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغارة على بلاد قضاعة ، ثم امض الى مؤتة، ولا تقصرن في شيء مما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم) . ثم قال : (اندفعوا باسم الله) ثم وتعهم وانصرف زاد في رواية : فلما دنوا من الشام. . أصابتهم ضبابة شديدة (2)، فسترتهم حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم، وغنموا وسبوا، ورجعوا سالمين غانمين، كل ذلك من يمن بركة رأي (1) من الاعتبار والتقدير.

(2) أي : طلب إطلاقه ورده إليه .

(3) الضبابة : هي البخار المتصاعد من الأرض في اليوم البارد تحجب الأبصار لظلمتها .

مخ ۱۴۰