============================================================
وكانت ثقيف بالطائف قد ثبتوا على الإسلام ، صانهم الله عز وجل عن التغيير والردة .
والحاصل : أنه لما وقعت هذذه الأمور. أشار كثير من الناس على الصديق رضي الله عنه ألا ينفذ جيش أسامة ؛ لاحتياجه إليه فيما هو أهم إليه الآن، وكان من جملة من أشار بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فامتنع الصديق رضي الله عنه من ذلك، وأبى آشد الاباء، وقال : (والله ؛ لا أحل عقدا عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة) زاد في رواية أخرى : (والذي نفس آبي بكر بيده ؛ لو ظننت أن السباع تخطفني.
لأنفذت بغث أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يق في القرى غيري.. لأنفذته).
زاد في رواية هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنهم، قالت : لما قبض رسول اله صلى الله عليه وسلم. . ارتدت العرب قاطبة، واشرأب النفاق (1)، فوالله؛ لقد نزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات. . لهاضها (2)، وصار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم معزي في حش في ليلة مطيرة بأرض مسبعة(2) ، فوالله؛ ما اختلفوا في شيء.. إلا بينه لهم وفصله) ثم ذكرت عمر، فقالت : (من رأى عمر.. علم أنه خلق غناء للإسلام، كان والله أحوذيا نسيج وحده(4) ، قد أعد للأمور أقرانها) .
زاد في رواية الحسن البصري - رحمه الله - : أن أبا بكر رضي الله عنه لما صيم علن تجهيز جيش أسامة. قال بعض الأنصار لعمر رضي الله عنه : قل له فليؤمر علينا غير أسامة، فذكر عمر له ذلك، فقال : (ثكلتك أمك يا بن الخطاب ، أوهر غير أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم 14).
(1) اي : ارتقع وعلا.
(2) ماضها: كسرها.
(3) كذا وردت في السخ، والخش : موضع كثير الشجر يلتفث بعضها على بعض، تاوي إليه المواشي فيكون كالخص لها، فإذا هاجمتها السباع .. لم تقوا على الهرب. والمتبعة : كثيرة السباع . وفي " النهاية" (53/2): كأنهم معزي مطيرة في خفش . قال الخطابي : هو الخفش، وهو فاد في العين يضعف منه نورها، وتغمض داتمأ من غير وجع؛ تعني : أنهم في عمى وحيرة، أو في ظلمة ليل، وضربت البعزيى مثلا ؛ لأنها من أضعف الغنم في المطر والبرد .
(4) الأحوذي : العالم بالأمر:
مخ ۱۳۹