============================================================
ولا ليلة، ولا سألتها في سر ولا علانية) فقبل المهاجرون مقالته، وقال علي والزبير رضي الله عنهما : (ما غضبنا إلا لأنك أخرتنا عن المشورة ، وإنا نري أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف شرفه وخيره، ولقد آمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي) وممايدل على صحة هذا آثار كثيرة: منها : شهوده معه الصلوات، وخروجه معه الى ذي القصة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ذكره.
ومنها : بذله النصيحة والمشورة بين يديه. .. إلى غير ذلك مما هو معروف مشهور وأما ما يذكر من مبايعته إياه بعد موت قاطمة رضي الله عنها بستة أشهر.. فانه محمول علي أنها بيعة ثانية، أزالت ما كان قد وقع من وحشة بسبب الكلام في الميراث، ومنعه اياهم ذلك بالنص، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "لا نورث، ما تركنا فهو صدقة "(1)، ولم يكونا يعلمان ذلك، فلما علماه. . انتهيا إليه، رضي الله عنهما وعن عاصم بن عدي رضي الله عنه قال : (نادى منادي أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الغد من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث جيش أسامة : ألا لا يبفين بالمدينة أحد من جند أسامة . . إلا خرج الى عسكره بالجرف) : زاد في رواية أخرى : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أمرهم بالمسير إلين تخوم البلقاء من الشام حيث قتل زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة رضي الله عنهم، وأن يغيروا على تلك الأراضي، فخرجوا إلى الجرف، فخيموا به، وكان فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استثنى الصديق رضي الله عنه، فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أقاموا هنالك، فلما مات صلى الله عليه وسلم.. عظم الخطب، واشتد الحال، ونجم النفاق بالمدينة، وارتد من ارتد من آحياء العرب حول المدينة، وامتنع آخرون من أداء الزكاة إلى الصديق رضي الله عنه ، ولم تبق الجمعة تقام في بلد سوى مكة والمدينة وكانت جوائى(2) من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق كما في صحيح البخاري" عن ابن عباس رضي الله عنهما، على ما سيأتي: (1) اخرجه البخاري (2926)، ومسلم (1757).
(2) جواين : حصن لعبد القيس بالبحرين ، ورواه بعضهم بالهز
مخ ۱۳۸