ومن ثم فنحن نرحب من الآن بكل من ينبهنا على غلط من أغلاطنا أو ينتقد كلامنا أو آراءنا أو أقوالنا بأي صورة كانت. بشرط أن يكون خاليًا من الغرض والهوى. بل ونشكره على عمله هذا المبرور كل الشكر، ونطلب له من الله أن يثيبه عليه. كما أننا ننوه بفضل كل من يرشدنا إلى ما به خير الجمهور. ولا نستنكف من الإقرار بغلطنا، حالما نطلع عليه. لأن الكمال لله وحده.
التقريظ والمشارفة والانتقاد
نحن أغلب معشر الشرقيين إن لم نقل كلنا لم نتعود سماع عيوبنا من لسان غيرنا، ولو كانت تلك العيوب ظاهرة للعيون لا كذب فيها البتة. وكلنا أو جلنا يحب التقريظ ولو كان كذبًا محضًا. وهذا الذي أخر شرقنا وأضر به هذا الضرر العظيم. بيد أن جماعة من متقدمي أدبائنا الراسخي القدم في الفضل لا يهابون اليوم شيئًا من هذا القبيل، ويحبون المنتقد الصادق النظر ويفضلونه بكثير على المقرظ الكاذب اللهجة. ولما كنا نجهل المجلين في هذه الحلبة من أهل الفضل والأدب فنطلب إلى الذين يهدوننا هداياهم العلمية من جرائد ومجلات ومؤلفات ومطبوعات وسائر نتاج العلم والحلم والقلم أن يراعوا في مراجعاتهم إيانا معنى هذه الألفاظ وهي: التقريظ، والمشارفة، والانتقاد.
فإن كتبوا على الهدية العلمية (للتقريظ
1 / 4