أنفسهم في السوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلم منها شيئًا بعد شيء فاذكروا الله عليها اسم وتلقون أقوامًا قد فحصوا أوصات رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقًا اندفعوا باسم الله أقناكم الله بالطعن والطاعون وعظهم ﵁ بحاله وقاله، مشى بين يدي أسامة وهو راكب ليعلمهم كيف يكون احترامهم لأميرهم وطاعتهم له وتعظيمهم لشأنه لأن الاستقامة لا توجد في جيش ما لم يكن أميرهم مطاعًا. وألقي عليهم تلك الخطبة الحكمية التي تمثل رفق الشريعة الغراء وعد لهم تمثيلًا تتضائل أمامه نفوس كبار الغربيين الذين يتشدقون بمحبة الإنسانية ويدعون إلى تخفيف ويلات الحروب. إلا فليعلموا أن الدين الإسلامي سبقهم لهذا وإنه هو الدين الوقيم.
وهو الذي استعمل الثبات والحزم يوم ارتدت العرب ومنعوا الزكاة واشرأب النفاق، وتأججت جذوة الشقاق، وأشار عليه عمر ﵁ بالرفق بهم فقال لو منعوني عقالًا لقتلتهم عليه كما قدمنا صحيفة ٣١ج وكان رأيه الصائب وفكره الموفق فجرد الجيوش لقتالهم فما هو إلا أن نصر الله أو لياءه وأيد هذا اليد على يد أبي بكر وعادت العرب إلى أداء الزكاة طائعين عن أبي هريرة ﵁ فقال والله الذي لا إله غيره ولا إن أبا بكر استخلف ما عبد الله ثم قالها ثانية وثالثة فقيل مه يا أبا هريرة فذكر اليوم الذي ارتدت فيه العرب.
هذه بعض حسنات أبي بكر ﵁ تجاه الإسلام سجلها التاريخ ليذكر المسلمون ذلك الرجل العظيم والخليفة العادل الذي كان أيامه عقدًا في جيد العالم الإسلامي ولا ينكر هذه الحقيقة التاريخية إلا من أعمى الله بصيرته فمال عن الحق واتبع سبيل الهوى (ومن يضلل الله فلا هادي له) ولم استقرت له الخلافة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فاعيوني. وإن أسأت فقوموني.
الصدق أمانة. والكذب خيانة. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ منه الحق والضعيف فيكم قوي عندي حتى أخذ له الحق إنشاء الله تعالى. لا يدع أحد منكم الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله فالبذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء.
أطيعوني ما اطعت الله ورسوله فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم فقوموا إلي صلاتكم
2 / 20