بخصوصه فوجب علينا معرفته إجمالًا لعدم ما يدل على تعينه.
الصفات العشرون الواجبة له تعالى هي الوجود والقدم والبقاء والمخالفة للحوادث والقيام بنفسه والوحدانية والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وكونه قادرًا مريدًا عالمًا حيًا سمعيًا بصيرًا متكلمًا.
الوجود
لاشك أن الإنسان إذا أعمل الفكر في عجائب مصنوعات الله تعالى اضطر إلى الحكم بأن هذه الموجودات مع هذا الترتيب المحكم لا تستغني عن صانع أوجدها من العدم، وحكيم رتبها على قانون أودع فيه فنون الحكم، قال إعرابي وقد سئل ما الدليل على وجود الصانع أثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي ومركز سفلي إلا يدلان على اللطيف الخبير ووقف قس ابن ساعدة الأيادي يعظ قومه في سوق عكاظ فقال يا أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا. وأن وعيتم شيئًا فانتقعوا. أن من عاش مات ومن مات فات. وكل ما هو آت آت. مظرونبات. وأرزاق وأقوات. وجمع وأشتات. وآيات بعد آيات، إن في السماء لخبرا، وفي الأرض لعبرا. نجوم تمور وبحار تغور. وسقف مرفوع. ومهاد موضوع. أقسم بالله قسمًا. لا حانثًا ولا آتمًا. أن الله دينًا أحب من دينكم. ونبيًا قد أظلكم أوانه. وأدرككم أبانه. فطوبي لمن أدركه فآمن به وهداه. وويل لمن خالفه وعصاه ثم قال ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون. أرضوا بالمقام فأقاموا. أم تركوا هناك فناموا. يا معشر بني آدم أين الآباء والأجداد. أين المرضى والعواد. طحنهم الثري بكلكله ومزقهم الدهر بتطاوله كلا بل هو الله الواحد المعبود. ليس بوالد ولا مولود. وقال أبو حنيفة ﵀ وقد همّ بقتله جماعة ممن أنكروا الآله هل يعقل أن سفينة مشحونة بالإحمال. مملوءة من الأثقال. قد احتوشها في لجة البحر أمواج متلاطمة وزياح مختلفة وهي من بينها تجري مستوية بلا اضطراب، لا ملاح لها يجريها. ولا متعهد يدفعها. قالوا لا هذا شيء لا يقبله العقل. فقال أبو حنيفة يا سبحان الله إذا لم يجز في العقل جريان سفينة مستوية من غير متعهد ولا مجر فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها. وتغير أعمالها. وسعة أطرافها. وتباين أكنافها من غير وجود صانع فبكوا جميعًا ثم تابوا وانصرفوا.
وعلى هذا درست العقلاء إلا من لا عبرة بمكابرته من الدهرية والطبيعية اتفقت كلمة من
2 / 2