الحالة السياسية و الاجتماعية و العلمية

بمكة المكرمة في عصر المؤلف

● الحالة السياسية:

عاش مؤلف المجلة مراحل صباه ومعظم شبابه في العهد العثماني الثاني (الثلث الأول من القرن الرابع عشر الهجري) بعدما اشتدت قبضة العثمانيين على الحجاز، فكانت خاضعة إدارياً وسياسياً لهم يصرفون أمورها، ويولون من يشاؤون من أشرافها. أما الأشراف من أمراء مكة فقد اقتصر نفوذهم على حكم البلاد باسم العثمانيين، وفي سبيل القبض على زمام الأمور بهذه البلاد أغدق العثمانيون الأموال على القبائل المتمردة فلانت بذلك حدتهم وانكسرت شوكتهم.

ونتيجة لهذه السياسة كان الحجاز في هذا العهد أكثر هدوءاً واستقراراً عما كان عليه سابقاً إذ قلّت ثورات القبائل عما كانت عليه في عهد أجدادهم، وأصبحوا يطيعون أمر الدولة، ويتحاشون غضبها أكثر مما كان عليه السابقون.

ولم تتبدل الأحوال بالبلاد الحجازية إدارياً وسياسياً بعد إعلان الدستور سنة ١٢٩٤ هـ، بل ظلت البلاد مربوطة بعجلة الحكومة العثمانية الدستورية الجديدة، وظل الحكم فيها على سابق عهده.^(١)

● الحالة الاجتماعية:

لقد كان للاستقرار السياسي في هذه الحقبة أثره الكبير على الناحية الاجتماعية والاقتصادية، والعلمية، وانتعشت الناحية الاقتصادية بالبلاد بسبب ما أغدقه عليهم العثمانيون من الخبرات، وبما ورد عليهم من أموال الحجاج الذين بدأوا يفدون إلى البلاد بالآلاف بعد أن ذاع بينهم ما يسود الحرمين من اطمئنان واستقرار.

نتج عن هذا حالة اجتماعية بين أفراد المجتمع المكي تتسم بالبذخ والترف وإيجاد المناسبات لإقامة الحفلات وعقد الاجتماعات.

يصف الأستاذ أحمد السباعي المجتمع المكي في هذه الفترة بقوله: