مجالس وعظیه
المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري
پوهندوی
أحمد فتحي عبد الرحمن
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
معاصر
باعتبارات مختلفة، مثل: آمنت بالله بأنه واحد متصف بكل كمال منزه عن كل وصف لا كمال فيه، وآمنت بالرسول بأنه مبعوث من الله، وآمنت بالملائكة أي: بأنهم عباد الله المكرمون المعصومون، وآمنت بكتب الله أي: بأنها منزلة من عند الله وبكل ما تضمنته حق وصدق.
وأما الإيمان في الشرع ففيه أقوال والمشهور منها أربعة:
الأول: أنه التصديق بالقلب فقط أي: قبول القلب وإذعانه لما علم بالضرورة أنه من دين محمد ﷺ، بحيث تعلمه العامة من غير افتقار إلى نظر واستدلال، كالوحدانية والنبوة والبعث والجزاء وجوب الصلاة والزكاة وحرمة الخمر ونحوها، ويكفي الإجمال فيما يلاحظ إجمالًا كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل، ويشترط التفصيل فيما يلاحظ تفصيلًا كجبريل وميكائيل وموسي وعيسي والتوراة والإنجيل، حتى أن من لم يصدق الواحد منها فهو كافر، وهذا القول هو المختار عند جمهور الأشاعرة، والتلفيظ بالشهادتين على هذا القول من القادر عليه شرط لإجراء أحكام الدين من الصلاة خلفه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين وعصمة الدم ونكاح المسلمة ونحوها شرطًا لصحة الإيمان، وإنما كان الإقرار شرطًا لاجراء الأحكام: لأن التصديق أمر باطن لا اطلاع لنا عليه فلابد من علامة فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مؤمن عند الله، وإن لم يكن مؤمنًا في أحكام الدنيا، ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق فهو مؤمن في أحكام الدنيا، وإن لم يكن مؤمنًا عند الله، والنصوص معاضدة مقوية لهذا القول قال الله تعالى؟أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ؟ [المجادلة: ٢٢] وقال تعالى؟وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ؟ [النحل: ١٠٦] وقال تعالى؟وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ؟ [الحجرات: ١٤] .
وقال ﷺ «اللهم ثبت قلبي على دينك» (١)
، وقال لأسامة حين قتل من قال لا إله إلا
(١) أخرجه الترمذي في سننه (٤/٤٤٨، رقم ٢١٤٠) عن أنس.
قال الترمذي: وفي الباب عن النواس بن سمعان وأم سلمة وعبد الله بن عمرو وعائشة، وهذا حديث حسن، وهكذا روى غير واحد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس وروى بعضهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي ﷺ وحديث أبي سفيان عن أنس أصح.
وأخرجه أيضًا: ابن ماجه (٢/١٢٦٠، رقم ٣٨٣٤)، وأحمد في مسنده (٣/١١٢، رقم ١٢١٢٨)، وأبو يعلى (٦/٣٥٩، رقم ٣٦٨٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/١٦٨، رقم ٣٠٤٠٥)، والطبري في تفسيره (٣/١٨٩)، والديلمي في مسند الفردوس (١/٤٧٨، رقم ١٩٥٤) .
1 / 277