210

مجالس وعظیه

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

پوهندوی

أحمد فتحي عبد الرحمن

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

معاصر
ومشي هرقل مرة من حمص إلى بيت المقدس، قال العلماء: وقصة هرقل وسبب مشية إلى بيت المقدس كما ذكره الطبري وغيره أن كسرى أرسل جيشه إلى بلاد هرقل فخربوا كثيرًا منها ثم استبطأ كسرى الأمير الذي أرسله إلى بلاد هرقل واسمه: «شهر براده» فعزله وأضم على قتله، وولي أمير غيره يقال له فارخان فسمع المعزول أن كسرى عزله فصالح هرقل واتفق معه على كسرى، وانهزم عنه بجنود فارس فمشى هرقل إلى بيت المقدس شكر الله تعالى على كشف جنود فارس عنه، وكان يبسط البسط ويوضع عليها رياحين فيمشي.
فلما وصل إلى بيت المقدس سنة ست من الهجرة، وكان رسول الله ﷺ بتبوك فقال: «من ينطلق بكتابي هذا إلى قيصر فله الجنة» قالوا: وإن لم يقيل يا رسول الله قال: «وإن لم يقبل» فانطلق به دحية إلى أمير بصرى وهو: الحارث بن أبي شمر الغساني، فأرسله أمير بصرى إلى هرقل فوصل دحية بكتاب رسول الله ﷺ إلى هرقل فقال هرقل قبل قراءة كتاب رسول الله ﷺ لبعض بطارقته: «قلب لي الأرض ظهرًا والبطن وأتني بمن يعرف هذا الرجل» يعني رسول الله ﷺ أي: فتش لي على أحد يعرف هذا النبي الذي أرسل لنا هذا الكتاب حتى نسأله عن أحواله وعلامته الثابتة عندنا في التوراة والإنجيل، فذهب ذلك البطريق إلى غزة فرأى في غزة أبا سفيان ومعه جماعة من أهل مكة يبلغون ثلاثين، وقيل: عشرين وكلهم كانوا إذ ذاك كفارًا أو خرجوا من مكة إلى غزة للتجارة، فإن أهل مكة إذ ذاك يسافرون إليها للتجارة وكان

1 / 256