ذلك.
وسنذكر بعض أخبار الحجاج في الكلام على قوله ﷺ «إذا التقى المسلمان بسيفهما» (١) .
وكانت وفاة سعيد بن جبير سنة خمس وتسعين عن تسع وأربعين سنة.
«عن ابن عباس» هذا هو الحبر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي ابن عم رسول الله ﷺ أمه أم الفضل أخت ميمونة زوج النبي ﷺ.
وإنما قيل: الحبر البحر لكثرة علومه، وكان يقال له: ترجمان القرآن وهو والد الخلفاء وأحد العبادلة الأربعة المشهورين الذي شاع ذكرهم وانتشر فضلهم وسارت الركبان نفعنا الله بهم وهم: عبد الله ابن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الإمام عمر بن الخطاب.
دعا له الله ﷺ بالحكمة والتفقه في الدين وتعلم التأويل أي: تأويل القرآن فأخذ عنه الصحابة ذلك ودعا له مرة أخرى فقال: اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين، اللهم زده علمًا وفقهًا وفي هذا الصحيح أنه ﵊ ضمه إليه وقال: «اللهم علمه الكتاب» وهو أحد الستة الذين الذين هم أكثر الصحابة رواية عن رسول الله ﷺ.
قال الإمام أحمد بن حنبل: ستة من الصحابة أكثروا الرواية عن رسول الله ﷺ فهم: أبو هريرة، وابن عباس، وابن عمرو، وعائشة، وجابر بن عبد الله، وأنس، وأبو هريرة أكثرهم حديثًا.
وقال أحمد بن حنبل أيضًا: ليس أحد من الصحابة أكثر فتيا من عبد الله ابن عباس ومناقبة في الصحيح وغيره جمة أفردت بالتأويل منها: أن رسول الله ﷺ حنكة بريقة.
ومنها: أنه رأى جبريل فقد روى مجاهد عنه أنه قال: رأيت جبريل مرتين ودعا لي رسول الله ﷺ بالحكمة مرتين.
ومنها: أنه كان كثير البكاء، وكان لموضع الدمع من خديه أثر لكثرة بكائه، وكان عمر بن الخطاب يعظمه ويقدره على الكبار والصغار، وكان إذ ذكره يقول: ذاك فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول.
(١) متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه (١/٢٠، رقم ٣٠)، ومسلم في صحيحه (٤/٢٢١٤، رقم ٢٨٨٨) من حديث أبي بكرة.