126

مجالس وعظیه

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

پوهندوی

أحمد فتحي عبد الرحمن

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

معاصر
والحكمة في ذلك ليختبر صبره ويحسن تأديبه، لاحتمال ما يكلف به من أعباء النبوة. وهذا الصوت هو كصوت الجرس يحتمل أن يكون صوت جبريل بالوحي أو أن يكون صوت أجنحته. و«الجرس» بفتح الراء والسين والعامة «جرص» بالصاد. فإن قيل: كيف شبه النبي ﷺ صوت جبريل بصوت الجرس مع أن صوت جبريل محمود وصوت الجرس مذموم منهي عنه، فقد روينا في صحيح مسلم «إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها كلب أو جرس» (١)، وفيه «الجرس مزامير الشيطان» (٢) ، والمحمود لا يشبه المذموم، ويلزم منه أن يفعل الملك من مثله الملائكة؟ فالجواب: أن المقصود تشبيه صوت شديد بصورة شديد على وجه خاص ولا يلزم في التشبيه تساوي المشبه والمشبه به في الصفات كلها، بل يكفي اشتراكها في صفة ما. والحاصل: أن صوت الجرس له جهتان جهة قوة وجهة طرب، فمن حيث القوة وقع التشبيه، ومن حيث الطرب وقع النهي عنه والتنفير منه، وعلل بكونه مزمار الشيطان. فإن قيل: لأي شيء كانت هذه الحالة أشد الحالات عليه وأصعبها؟

(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٣/١٦٧٢، رقم ٢١١٣) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس» . والحديث رواه أيضًا: الترمذي في سننه (٤/٢٠٧، رقم ١٧٠٣)، قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وهذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى (٥/٢٥١، رقم ٨٨١٠)، واحمد في مسنده (٢/٢٦٢، رقم ٧٥٥٦)، وابن خزيمة في صحيحه (٤/١٤٦، رقم ٢٥٥٣)، وابن حبان في صحيحه (١٠/٥٥٤، رقم ٤٧٠٣)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (١/٣٠٢، رقم ٢٨٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/٤٢٤، رقم ٣٢٥٩٢) والبغوي في الجعديات (١/٣٩١، رقم ٢٦٧٠)، والدارمي في سننه (٢/٣٧٤، رقم ٢٦٧٦)، والديلمي في الفردوس (٥/٧٥، رقم ٧٥٠٠) . (٢) أخرجه مسلم في صحيحه (٣/١٦٧٢، رقم ٢١١٤) عن أبي هريرة. وأخرجه أيضًا: أحمد في مسنده (٢/٣٧٢، رقم ٨٨٣٨)، وأبو يعلى في مسنده (١١/٣٩٨، رقم ٦٥١٩)، والبيهقي في سننه الكبرى (٥/٢٥٣، رقم ١٠١٠٦) .

1 / 171