115

مجالس وعظیه

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

پوهندوی

أحمد فتحي عبد الرحمن

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

معاصر
لك بنتًا تسمى عائشة زوجني الله بها في السماء، وأمرك أن تزوجني بها في الأرض قال: إنها صغيرة فقال: لو لم تكن صالحة ما زوجنيها الله، فعقد النكاح ورجع أبو بكر إلى منزله وأرسل مع عائشة طبقًا من التمر وقال: قولي له: هذا الذي سأل عنه رسول الله ﷺ فلا أدري هل يصلح فأتت النبي ﷺ وأخبرته بذلك فقال يا عائشة: قبلنا ثم قبلنا. ومنها: أنها قالت يا رسول الله أدع الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر فرفع يده حتى رأت بياض إبطيه وقال: «اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا ولا تكسب بعدها خطيئة ولا إثمًا» ثم قال: «يا عائشة» قلت: إي والذي بعثك بالحق فقال: «والذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتي، وإنها لصلاتي في الليل والنهار، لمن مضى منهم ومن بقي إلى يوم القيامة، فأنا أدعو لهم والملائكة يؤمنون على دعائي» (١) . ومن فضائلها كما قاله في نزهة المجالس: ما روي عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يومًا إلى النبي ﷺ فاستأذن فأذن له في الدخول، فوجد عائشة رافعة صوتها فغضب وقال: يا بنت أم رومان ترفعين صوتك على رسول الله ﷺ وأراد ضربها، فحال النبي ﷺ بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر جعل النبي ﷺ يتراضاها ويقول: ألا ترين قد حلت بينك وبينه، ثم عاد أبو بكر فوجد النبي ﷺ يتراضاها ويضاحكها فقال

(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (١٦/٤٧، رقم ٧١١١) عن عائشة بلفظ: «أنها قالت: لما رأيت من النبي ﷺ طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ما أسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله ﷺ: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال ﷺ: والله إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة» . ورواه أيضًا: البزار كما في مجمع الزوائد (٩/٢٤٤) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة. ووقع عند ابن أبي شيبة في المصنف (٦/٣٩٠، رقم ٣٢٢٨٥) أن الذي طلب من رسول الله ﷺ الدعاء أبويها وهو من رواية أبو بكر بن حفص قال: جاءت أم رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي ﷺ فقالا: يا رسول الله ادع الله لعائشة دعوة نسمعها فقال عند ذلك: «اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة» . ورواه الديلمي في الفردوس (١/٤٩٨، رقم ٢٠٣٢) عن عائشة بلفظ: «اللهم اغفر لعائشة مغفرة ظاهرة وباطنة واسعة محللة لا تغادر دنسًا ولا تكتسب بها إثمًا» .

1 / 160