مجالس سلطان الغوري
مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري
ژانرونه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نور بنور رحمته قلوب الملوك والسلاطين، وطهر بماء التوبة سواد وجوه المذنبين المجرمين، سبحانك إني تبت إليك وأنا أول المؤمنين، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، اللهم إنك أنت العفو تحب العفو، فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، ولا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين، أرجو رحمتك بقولك:
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وأعوذ بك من غضبك وسخطك، وأعوذ بك من همزات الشياطين، ذنوبنا كثيرة، وطاعتنا يسيرة، توفني مسلما وألحقني بالصالحين، كلنا تحت الزلة والتقصير، وما اعتصم غير الأنبياء والمرسلين، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، بجاه أشرف النبيين، اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، يا حليم عند الغضب، ويا سلطان السلاطين، لولا ذنب المذنب لما ظهر صفة عفو الكريم، ولولا تقصير المقصر لما بان الغفران وحلم الحليم، في كل ليلة يقول حبيب التوابين: هل من تائب، هل من مستغفر من المؤمنين؟ والصلاة والتسليم على سلطان الأنبياء والمرسلين، وشفيع المذنبين في يوم الدين، الذي نزل في حقه:
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
الكوكب الدري
وبعد؛ فإني لما رزقني الله تعالى سعادة الدارين، تشرفت مدة عشر سنين بخدمة سلطان الحرمين الشريفين، خان الأعظم، وخاقان المعظم، مولى ملوك الترك والعرب والعجم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، وارث ملك يوسف الصديق، إمام الأعظم بالحق والتحقيق، مظهر الآيات الربانية، مظهر الأسرار الروحانية، أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، الملك الأشرف ذو الفيض النوري، أبي النصر قانصوه الغوري، اللهم أدم سبحات فيضانه على أغصان بستان الإمكان، وعمم إنعامه وإحسانه على أزاهر أشجار الأكوان؛ ليجتني من إرم كرمه، وروضة نعمه، قاص ودان، إلى آخر الزمان.
اللهم أمن بلده، واحفظ ولده، اللهم انصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا مبينا ، وكن له حافظا وناصرا ومعينا.
ويرحم الله عبدا قال: آمينا.
قصدت أن أجمع درر فوائد مجلسه في سمط العبارة والكتابة، وأنظم جواهر زواهره في سلك الاستعارة والكناية؛ لأنه ورد عن بعض الأنام: كلام الملوك ملوك الكلام. سيما إذا كان المبحوث عنه تفسير كلام الملك العلام، ونكات أحاديث سيد الأنام، عليه الصلاة والسلام، ومباحث سلطان الإسلام، لو يقول البشر في حق هذا المظهر: إنه سلطان العلماء العاملين، ما هو قليل في حقه، أو يقول في وصفه: إنه سلطان العارفين، ما أفرط في وصفه.
قال أنوشروان: إذا أراد الله بقوم خيرا جعل العلم في ملوكها والملك في علمائها.
ناپیژندل شوی مخ