145

مجالس سلطان الغوري

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

ژانرونه

لما سمع إسكندر عظمه تعظيما عظيما، ثم قال إسكندر لخاقان الصين: نطلب منك أن تبوس الأرض، وخراج ثلاث سنين، فقبلها بالسرعة.

ثم قال إسكندر: فكيف حالك بعد هذا؟ قال: في غاية المذلة؛ أخرب أنا والرعية.

ثم قال: لو نقنع بخراج سنتين فما حالك؟ قال: أحسن من الأول.

ثم قال: لو نأخذ خراج سنة فما حالك؟

قال الخاقان: تفرغ ذخيرتي ولكن ما تستأصل مملكتي ورعيتي. لما رأى إسكندر منه هذا الرأي والتدبر رضي منه بخراج ستة أشهر.

فحمده ملك الصين وقال لإسكندر: إذا قرر هذا الأمر مقصودنا أن نأكل معكم لقيمة، ونقعد في خدمتكم لحيظة، فعملوا ميعادا لأجل الضيافة، فباس الأرض، وخرج في الساعة.

وما ذكر إسكندر هذه القصة لأحد من العسكر، ولما جاء ميقات اليوم الموعود ركب إسكندر مع جميع عسكره وراح إلى المحل المعهود، وخرج سلطان الصين مع عسكر الأولين والآخرين، فلما التقى الجمعان كان عسكر إسكندر بين عسكر الخاقان كالنقطة بين الدائرة، أو حلقة في وسط البادية، فاستعد إسكندر للحرب وقصد الهرب، فحينئذ خرج من عسكر الصين الخاقان، قال له إسكندر: غدرت بي! قال ملك الصين: الغدر ما هو شغل السلاطين عالي القدر، الخدع إنما هو صنعة الفجار، لا الملوك ذوي الاقتدار، مقصودي من عرض العسكر أن يعرف إسكندر أن إطاعتنا ما هي من العجز، بل لأجل أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، ومطاوعتي بناء على هذا. قال إسكندر: ما نأخذ منك ولا جديدا. فمد الخاقان سماطا لعسكر إسكندر ما رأت مثله عين البشر، ونزل الخاقان مع إسكندر في موضع آخر، فقعدوا من البكرة إلى العصر بلا طعام، فمد سماطا لهم صحونهم ملأى باللآلئ، وأقداحهم ملأى من اليواقيت الغوالي، وعمل أقراص الخبز من الذهب، وأحضر من الجواهر الأشياء العجب، فقال الخاقان لإسكندر: باسم الله في هذا لما حضر. قال إسكندر: في هذه البلاد يأكلون هذه الأشياء ؟ قال الخاقان: فأهل الروم يأكلون ماذا؟ قال إسكندر: الخبز واللحم والأرز والدجاج والماموية (؟) والوز. قال الخاقان: لو كان أكلكم هذه الأشياء لما خرجتم من الروم إلى ههنا، ما كان في الروم الخبز واللحم والتين والعنب، حتى تجيء إلى الصين وتأكل بهذا التعب؟! فبكى إسكندر، فقال لأعيان دولته: حصل لنا فائدة هذا السفر، وبواسطة هذا ما لقينا من سفرنا هذا نصبا؛ وباس يد الخاقان، وقال درويشي درويشان.

2

الخاتمة

قال الضحاك الملك: إذا أرسلت رسولا إلى حاجة فابعث حكيما؛ فإن لم تجده فاذهب أنت بنفسك. كذبك على نفسك أحسن من كذب الغير عليك. (6) المجلس الثامن

ناپیژندل شوی مخ