Majalis Ramadan - Ahmed Fareed
مجالس رمضان - أحمد فريد
ژانرونه
الدعاء مع الرجاء وكثرة الاستغفار من أعظم أسباب المغفرة
روى الترمذي بسند حسن وحسنه الألباني ﵀ في الصحيحة عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي.
يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك.
يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة)، فهذا الحديث يبين لنا ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة.
أما السبب الأول: فهو الدعاء مع الرجاء: (يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني)، وهو من أعظم أسباب المغفرة.
السبب الثاني من أسباب المغفرة: كثرة الاستغفار، وهو طلب المغفرة من الله ﷿.
قال الحسن: أكثروا من الاستغفار على موائدكم وفي طرقكم وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة، وروي أن لقمان قال لابنه: يا بني! عود لسانك: اللهم اغفر لي.
فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلًا، وقال علي ﵁: ما ألهم الله عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه؛ لأن الله ﷿ إذا أراد لعبد خيرًا فتح له باب الخير، فإذا أراد أن يغفر له ألهمه الاستغفار، فيستغفر العبد فيقبل الرب ﷿ منه ويغفر له، كما إذا أراد الله ﷿ أن يتوب على عبد يوفقه للتوبة ويقبل منه توبته.
قال ﷿: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾ [التوبة:١١٨]، وإذا أراد الله أن يعطي عبدًا مسألة يفتح عليه باب الدعاء بهذه المسألة، فيسأل العبد ربه فيقبل الرب ﷿ منه ويعطيه سؤله، فالله ﷿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن، كذلك تقول عائشة ﵂: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
فينبغي للعبد أن يكثر من استغفار الله ﷿، روى مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: (أنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)، فهذا النبي ﷺ المعصوم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله ﷿ في اليوم مائة مرة، وكان يقول: (توبوا إلى الله واستغفروه فوالله إني لأتوب إليه وأستغفره، في اليوم أكثر من سبعين مرة).
5 / 3