أطلق ذكر المؤمنين هنا -وإن كان خاصا بهذه الأمة- ولم يقيد بوصف ليشمل أقسامها الثلاثة المشار إليهم بقوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات} وهؤلاء كلهم مؤمنون، وهم هذه الأمة المشار إليهم بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا}.
فالظالم لنفسه هو: العاصي بترك مأمور أو ارتكاب محظور.
والمقتصد: المؤدي للواجبات التارك للمحرمات.
والسابق بالخيرات: المتقرب إلى الله بما يستطيع من واجب ومستحب، التارك للمحرمات والمكروهات.
وهذان القسمان داخلان في قول الله عز وجل: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
وأما القسم الثالث -وهو الظالم لنفسه- معه من الإيمان والحسنات ما يقتضي الثواب عليه، ومعه من المعاصي والسيئات ما يقتضي العقاب عليه، ولا تخرجه معصيته من دائرة الإسلام، هذا مذهب جميع الصحابة وتابعيهم بإحسان وأهل السنة والجماعة القائلين: بأنه لا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
وقد جاء أن هذه الأقسام الثلاثة كلهم في الجنة.
مخ ۴۴۴