وقد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن النقاش بقراءتي عليه، أخبرنا أحمد ابن البياني المقدم سماعا، أخبرنا عبد اللطيف ابن محمد البغدادي كتابة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي قراءة عليه وأنا أسمع، أنشدنا محمد بن فتوح بن عبد الله، قال: وأنشدني والدي رحمه الله فيما لقننيه أيام الصبا:
من قابل النعمة من ربه ... بواجب الشكر له دامت
وكافر النعمة مسلوبها ... وقل ما ترجع إن زالت
وأما مأخذ الأمر والنهي من الآية فمن مفهومها أيضا من مواضع، منها: قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا} وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قيل لنا في حقه: {وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا} وفي قوله تعالى: {يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} فالكتاب وهو القرآن، والحكمة وهي السنة مشحونان بالأوامر والنواهي.
وأما العام المطلق في الآية: ففي قوله تعالى: {ويزكيهم} فهو عام في كل ما تحصل به التزكية.
وأما العام المقيد في الآية: ففي قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} فهو عام في كل مؤمن، لكنه قيد بهذه الأمة لقوله تعالى: {إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}.
وأما الخاص في الآية: ففي قوله تعالى: {من أنفسهم} والمراد -والله أعلم- العرب على أحد الأقوال، قال محمد بن سعد في كتابه ((الطبقات)): أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} قال: قد ولدتموه يا معشر العرب.
مخ ۴۴۲