والمقول فيه: الشريعة المحمدية المطهرة الزكية المشتملة على شريف الحكمة وسني الأحكام.
وقد جمع الله تعالى في القرآن مع وجازة كلمه، وإحكام نظمه، وقواعد علمه، وتناسب آياته، والتئام كلماته: أضعاف ما في الكتب السابقة من الحكم والمواعظ والآيات، مع أنه معجزة واحدة تحتوي على ألوف من المعجزات.
فهذا الاعتبار يظهر شرف القرآن وأنه محتو على علوم كثيرة. قال الله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}.
ومأخذ علومه من وجوه: فباعتبار المراد من اللفظ: يؤخذ -كما قدمناه قبل- من منطوقه أو مفهومه.
وباعتبار دلالة اللفظ على الطلب: يؤخذ من أوامره أو نواهيه، أو العام المطلق، أو العام المقيد ببعض صفاته، أو من الخاص.
وباعتبار كيفية الدلالة من خفاء أو جلاء: يؤخذ من مجمله أو مبينه.
وباعتبار الدلالة على ارتفاع حكم وبقاء آخر: يؤخذ من ناسخه ومنسوخه.
وإذا اعتبرنا علوم هذه الآيات وجدنا مأخذها من هذه الوجوه.
مخ ۳۲۳