والكل يشملهم اسم الصحبة، كما أن من لقيهم يقال لهم التابعون، ورتبهم مسلم بن الحجاج صاحب ((الصحيح)) على ثلاث طبقات على البلدان بعد ترتيب الصحابة.
فمن الطبقة الأولى من التابعين: كبارهم، وهم المخضرمون -بالخاء المعجمة على الصحيح وفتح الراء وحكي كسرها- واشتقاق هذا اللقب من قولهم: لحم مخضرم -بفتح الراء- لا يدرى لحم ذكر هو أم أنثى.
وقيل: هو من الخضرمة، وهي القطع، فكأن التابعي المخضرم قطع عن أقرانه الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم فحصلت لهم الصحبة وفاته ذلك دونه، فالمخضرم: من أدرك الجاهلية والإسلام فلم يسلم إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني: فإن جماعة في أحياء العرب كانوا قد أسلموا ولم يهاجروا، فخضرموا آذان إبلهم لتكون علامة لإسلامهم فلا يغار عليهم ولا يقاتلون، فسموا: مخضرمين، وأصحاب الحديث يفتحون الراء. قاله في كتابه ((التتمة)).
مخ ۲۸۱