مجالس په تفسیر څخه قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
ژانرونه
قال البيهقي: وفيما روينا من الأحاديث المشهورة في ذكر من جمع القرآن من الصحابة رضي الله عنهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ما روينا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، ثم ما روينا في كتاب السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة كذا بسورة كذا: دلالة على صحة ما قلناه، إلا أنه كان مثبتا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب، وأمر أبو بكر رضي الله عنه حين استحر القتل بقراء القرآن يوم اليمامة بجمعه من مواضعه في صحف، ثم أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه حين خاف الاختلاف في القراءة بتحويله منها إلى مصاحف، مع بذل المجهود في معارضة ما كان في الصحف بما كان مثبتا في صدور الرجال، وذلك كله بمشورة من حضر من علماء الصحابة، وارتضاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحمد أثره فيه. والله يغفر لنا ولهم.
ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما لم يجمعه في مصحف واحد لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين. وقد أشار أبو سليمان الخطابي رحمه الله إلى جملة ما ذكرناه، وذكره أيضا غيره من أئمتنا، والأخبار المشهورة ناطقة بجميع ذلك، والحمد لله على ظهور دينه ووضوح سبيله. قاله البيهقي في كتابه ((المدخل إلى السنن)).
هذا مما أشير به إلى ترتيب القرآن في المصحف.
أما ترتيب نزوله: فلم يكن كترتيبه في المصحف، ونزوله على نيف وعشرين وجها.
فمنه ما نزل بمكة، وعدد السور المكيات أربع وثمانون سورة، -أولها كما تقدم على الأكثر- {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وآخرها في قول ابن عباس رضي الله عنهما: سورة العنكبوت، وفي قول الضحاك ابن مزاحم، وعطاء بن أبي رباح: المؤمنون.
مخ ۱۶۷