============================================================
المجالس المؤيدية زعم الزاعمون ممن تقاصرت بهم الأفهام ، وملكتهم الأنصاب والأزام ، أن هذه الشمس والقمر والكواكب التى هى جواهر رصعها الله سبحانه فى تيبان السماء، وطراز بها أكمام هذه الحلة الزرقاء ، لا فعل لها فى هذه الغبراء ولا تأثير، ولا تقديم عندها فى شىء من الحوادث ولا تأخير : فقول بتوفيق من الله سبحانه : إنه إن كان وقوع الشبهة فى كونها فاعلة ، و فى الأجسام بالسعود والنحوس باذن ربها سبحانه مؤثرة ، من أجل بعد المدى بيننا وبينها ، وقصورن دون أن نطول إليها ، فعندنا من القريب الشاهد ما يقع الاستدلال منه على البعيد الغائب ، وذلك أنه لاخفاء على أحد أننا على سطح الأرض ، وهى الحاملة لأتقال جسومنا ، والعخرجة لأقواتنا . وهذا هو العيان الذى لايحتاج معه إلى د ليل ، وقال الله تعالى : " ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا (1) فإن قلنا : إن حملها لأجسامتا ، وإخراجها لأقواتنا لا يستحق أن يسمى فعلا ، فقد أطلقنا عنان الكابرة ، ودفعنا العيان بالراح ، وتكذيب قوه الله كفر.
وإن قلنا أن ذلك فعل لكنه فع غيرها فيها وبها ، فليس يخلو من أحد أمرين الما أن يصبح فعل الفاعل من دونها ويغيدر وساطتها ، فأنشاؤه لها مع الغناء عنها عبث ، أولا ، فقد ثبت أن لها فى ذاتها فعلا غير فعل الفاعل فيها ، كما أن للقلم فعلا غير فعل الكاتب به ، وللسيف فعلا غير فعل الضارب به . والأرض إذا العاملة نا على ظهرها بإذن الله ، والمخرجة لنا أقواتنا بإذن الله ، والهواء هو الذى نستنشق منه فينقسم فى أجزاء عروقنا دخلا وخرجا بإذن الله . أفيجوز أن نقول إن أجسامنا (1) مورة النبا7-6.
مخ ۷۶