============================================================
فنقول : ان الانسان منقسم [الى رتبة الأرض التي كان منها وجوده من جهة حظه الترابي ، ومنقسم الى الهواء المستنشق من جهة حظه الهواني ، ومنقسم الى عنصر النار من جهة حظه الناري ](1) ، ومنقسم الى عنصر الماء من جهة حظه الماني ، فهذه عناصر جسمه القائمة للعيان ، الي لا يختلف في اعتلاق ا الجسم بها اثنان ، ثم ان فيه معنى لطيف يحصر السموات والأرض بالفكر بلا كلفة ولا مؤونة ، ولا حركة جسمية ، وهو الذي يسمى النفس الناطقة [التي نال بها (2) شرف الانسانية ، والتميز عن النفس الحيوانية ، ومعنى آخر مميز للخير والشر ، ومنقسم للحق والباطل يدعى العقل ، والصورة تقتضي أن تكون هذه النفس الناطقة ، والعقل الميز ، المقسم اللذان بهما شرف الانسانية ، ينقسمان كذلك الى عنصرين شريفين كمثل انقسام الجسم الى عناصره القائمة للعيان ، فعبرنا عنهما بالنفس الكلية، والعقل الكلي ، لكون العقول والنفوس الجزئية منسوبة اليهما.
واذا (3) انتهينا الى هذا الموضع فقد استوفينا تقاسيم الانسان كلها ، من حيث جسمه الكثيف الظاهر ومن حيث قواه اللطيفة الباطنة ، فلم يبق بعدها شيء ، وحكمنا بكونه أعنى الانسان مولود في هذا العالم الذي هو عالم الأجسام من حيث جسمه ، ومولود في عالم النفس الكلية والعقل ه4 الكلى من حيث نفسه وعقله ا واذا صح كونه مولوه في العالمين ، وجب أن نستقرىء (4) حظه من عالم الجسم ، وحظه من عالم النفس والعقل، ونعتبر في أي مكان يقع بالنسبة اليهما ؟ فنبتدىء بتأمل حظه من علم الجسم ، وقياس كل جنس منه إلى أصله ، فنقيس طينته الي منها 1) سقطت الكلمات المحصورة في ذن (2) سقطت الكلمات المحصورة في ذ (3) واذا : واذا زلما في ذر (4) نستقريء : سقطت فيذ:
مخ ۵۶